وتقول هيلدا عياد لبي بي سي عربي: "نحن لا نزال نستمع بشكل يومي تقريباً لأصوات القصف والانفجارات في مدينة غزة، لكننا سنحاول من خلال أداء الطقوس الدينية، الاحتفال بهذه المناسبة" مضيفة أن الاحتفالات لن تكون ضخمة كما كانت قبل الحرب "ولكن نحاول أن نفرح أنفسنا.. وندخل السرور على الأطفال الذين لا يعرفون الكثير عن عيد الميلاد".

تتابع هيلدا بالقول: "نحاول وضع شجرة ولو صغيرة، نزينها بالأنوار، لكي يشعر الجميع بقدر من الفرحة. نحاول هذا العام الاحتفال بإمكانيات بسيطة. ونتمنى أن يعم السلام، وأن نعود للاحتفالات الكبيرة، وأتمنى أن نتمكن من السفر لبيت لحم مهد السيد المسيح".

من جانبها عبّرت الطفلة ماريا أنطون، عن سعادتها لرؤيتها شجرة عيد الميلاد، ولكن الفرحة تظل – بحسب قولها – منقوصة، لأنها فقدت جدتها وعمتها في الحرب.

وتضيف ماريا قائلة: "بعد الهدنة الوضع أفضل، لأننا يمكن أن نتحرك قليلاً ونخرج. قبل ذلك كان هناك قصف وخوف ورعب أكثر، وكانت الشظايا تصل إلينا".

وتتذكر ماريا أصعب يوم مر عليها خلال فترة الحرب قائلة إنه "يوم وفاة عمتي وجدتي في الحرب. يومها كنا محاصرين. وكل العائلة أصيبت ومنهم إخوتي ووالدي، ولجأنا للعيش في الكنيسة".

يشكّل المسيحيون أقلية في قطاع غزة، إذ قُدّر عددهم قبل الحرب بنحو ألف نسمة، أي أقل من خمسة في الألف من إجمالي السكان، بحسب أرقام مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي. وينتمي مسيحيو القطاع إلى طائفتي الروم الأرثوذكس والكاثوليك. ويتوزعون على مناطق متفرقة من مدينة غزة، أبرزها حي الرمال والميناء الجنوبي ومنطقة تل الهوى.