خبرني - كثيرا مانسمع جمله
" المطرقة والسندان" ، لكن الجميع لايدرك معنى الجمله ، المعنى الحرفي لهم ،
وهو وقوع الانسان بين امرين كلاهما شر أي وقع بين شقى رحى ، وأحاط به الخطر من جميع الجوانب .
هو شعور صعب يجعل الانسان يفقد التوازن ويبدأ في التصرف بطريقه تجعله يخرج من هذه الدائره لإنقاذ نفسه .
والمتمعن بما يحصل في غزه ومايتعرض له أهلها من اباده وتجويع ، مما يجعله يقع بين مطرقة القصف ووحشيتها وسندان الجوع والتنكيل ، ومانشاهده من إصراره على البقاء منتصرا ، غير آبه لوحشيه الاحتلال ،
فالدارس للتاريخ جيدا والمتمحص في حروبه المنصرمه لن يجد شعبا أقدم على عمليات إجهاض من تحت الإنقاض ، لن يجد شعبا يربط حجرا على بطنه من شده الجوع وبيده الأخرى حجرا يلقى بها على مدرعات العدو المصفحه ،
شعب غير نظريات فيثاغورس بمسافه صفر ، وكل الخوارزميات مخترقا القبب الحديديه ،
ربما الباحث في الأمثال الشعبيه
يعلم بأن من يقع بين حجري الرحى يطحن ، ولكنه لايعلم بأن أهل الصمود في غزه جعلوا حجرا على بطنهم ليبقيهم على قيد الحياة من شده الجوع ، والحجر الأخر يرمى في وجه أرتال العدو ووحشيتهم ،
طوبى لأهل غزه ،،،
فقد نسفوا كل الاساطير و الملاحم التي قرأناها عن جلجامش وكورش ،
عذرا أيها التاريخ ، عذرا أيتها الفيزياء .
فلتصمتوا قليلا ولتبقوا في رفوفكم ، لنسمع سمفونيه الحجاره ، والأحشاء ، فماعادت سمفونيه بيتهوفن تعنينا ،
فليصمت العالم ولينطق الحجر .
فهنا التاريخ الذي لايشوبه التزييف والاكاذيب . فحبر الدماء الطاهره لا يقبل التحريف .




