*
الجمعة: 12 ديسمبر 2025
  • 22 تموز 2025
  • 13:08
جريمة بلا دماء لكنها تفني الاوطان
الكاتب: زهير الشرمان

خبرني - بعد القتل في أدبيات القانون من ابشع الجرائم لانه يزهق روحا وينهي حياة انسان، لكن ماذا لو كان هناك ما هو اخطر من القتل ما هو اكثر فتكا من رصاصة واشد دمارا من خنجر انه الفساد ذاك العدو الصامت الذي لا يلطخ يديه بالدم بل يترك وراءه امما منكوبة واقتصادات منهارة وشعوبا فقدت الامل.

القاتل يسكت قلبا اما الفاسد فيسكت الضمير العام يخرب مؤسسات الدولة ويحول العدالة الى سلعة تساوم عليها المصالح، القاتل يخلف جثمانا اما الفاسد فيخلف مجتمعات مشلولة ومدارس خاوية ومستشفيات بلا دواء واجيالا تولد في اليأس وتموت في القهر.

الفساد ليس خطأ اداريا ولا خللا سلوكيا بل اتجاها مضادا  صريحا لعقد الدولة مع مواطنيها وتقويض لاسس التنمية والاستقرار وما لم يواجه الفساد بمنطق الجريمة الكبرى ستبقى الدول التي ابتليت بٱفة الفساد تدور في حلقة مفرغة من المعاناة مهما تبدلت الحكومات او تغيرت الوجوه.

ان المطالبة بمحاكمة الفاسدين محاكمات عادلة وعلنية لا تنبع من نزعة انتقام بل من حاجة مجتمعية ترنو الى استعادة الثقة والكرامة، وعندما يثبت تورط فاسد كبير في تقويض اقتصاد وطن او بيع قرارات سيادية او استغلال منصبه لاثراء نفسه على حساب الفقراء فان اشد العقوبات تصبح ضرورة لا ترفا.

في دول العالم المتقدم يحاسب المسؤولون اذا قصروا ويدان الفاسد اذا تلاعب وقد تسقط حكومات كاملة بسبب شبهة او تضارب مصالح اما في الدول التي تنمو تحت وطأة الدين والقهر فان اكبر جريمة ترتكب بحق الشعب هي الافلات من العقاب.

 الم يان ان يعاد تعريف الجرائم الكبرى، فالفاسد لا يستحق فقط العزل او الغرامة بل يستحق ان يدرج ضمن اخطر المجرمين لانه لا يسرق المال فقط بل يسرق مستقبل وطن.

فمن يقتل انسانا يطفئ روحا لكن من يقتل وطنا يطفئ التاريخ.

مواضيع قد تعجبك