*
الاربعاء: 10 ديسمبر 2025
  • 10 تموز 2025
  • 16:50
النار الصامتة تقترب
الكاتب: لانا عصفور

خبرني - في المشهد المتوتر شرق المتوسط، بعض التوقعات لا تحتاج إلى تصريح، وبعض التصعيد لا يعلن عن نفسه إلا بعد أن يقع، من بين كل السيناريوهات المطروحة، يلوح في الأفق احتمال واضح:

أن تبدأ إسرائيل الضربة الأولى،
لكن هذه الضربة لن تكون كما تعوّدنا، لن تكون صاخبة، ولن تُعلن مباشرة، بل قد تأتي كغارة دقيقة، بطائرات مسيّرة، وسلاح منخفض التوقيع.
واحتمال أن يكون هدفها موقع محدد في جنوب سوريا أو البقاع اللبناني، ربما بين يبرود وزحلة، حيثُ أتوقّع بأن يُشتبه بوجود نقطة لوجستية داعمة لحزب الله.

التنفيذ ( إن حصل ) سيكون بغطاء صامت، وغالبًا بلا إعلان مباشر، لكن خلال 48 ساعة، احتمال كبير أنه قد يصدر تصريح مبطّن من الجانب الإسرائيلي، فيه ما يكفي لتأكيد الحدث دون تسميته.

وهنا، احتمال أن تبدأ سلسلة الردود، الاشتباك العلني المباشر متوقع مساء 22 تموز.
في هذا اليوم، قد تتحول العملية من ضربة مخفية إلى مواجهة واضحة، وباختصار، متوقّع هجوم جوي إسرائيلي على نقطة مركزية تتبع حزب الله، يقابله رد صاروخي مباشر داخل الجليل الأعلى، مع إعلان صريح من الطرفين.

هذه اللحظة قد تكون بداية تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، وربما إعادة رسم دور كل لاعب في المعادلة، إسرائيل تسعى لاستعادة صورتها كقوة تهاجم، لا ترد فقط، وحزب الله، بدعم إيراني، يحاول فرض معادلة الرد المكشوف، بلا خوف، بلا وسطاء، وبصوت عالٍ (إذا ضُربنا، نرد).

لكن خلف هذه المشاهد العسكرية، هناك ما هو أعمق و حسب توقّعاتي:

الصراع القادم ليس على حدود، بل على من يكتب نهاية هذه المرحلة، وأثناء كل ذلك، ترتفع أسعار الذهب، ليس من فراغ، الأسواق تلتقط رائحة التصعيد قبل أن يُعلن، والتوقعات تشير إلى أن الذهب سيقفز بشكل ملحوظ بين 15 و19 تموز، كرد فعل مباشر على القلق من الدخول في مرحلة مواجهة مفتوحة.

هذا ليس تحليلًا اقتصاديًا بقدر ما هو مؤشر نفسي، فالمال دائمًا ما يهرب من صوت القذيفة.

كتبتُ هذا المقال كواحدة من الذين اختاروا أن يقرأوا بين الأسطر، وأتركه اليوم لمن يريد أن يعرف ماذا قد يحدث، قبل أن يحدث.
 

مواضيع قد تعجبك