في السابع من تموز من عام 2007 شهد الاردن حدثا مميزا باختيار البترا كاحد عجائب الدنيا السبع، في هذا اليومK اذكر أنني كنت على مقاعد الدراسة في الولايات المتحدة الامريكية وشاركت وقتها في التصويت للبترا وتواصلت مع الاصدقاء الاردنيين وغير الاردنيين وارسلت لهم الرابط للتصويت، وسعدنا جدا في هذا الانجاز.
حيث شكل ذلك لحظة فخر تختزل عبقرية المكان وعمق التاريخ الذي يتمتع فيه الاردن . لكن وبينما نُحيي هذه المناسبة الوطنية، لا بد من أن نسأل أنفسنا: ما هي قدراتنا على تحقيق أهداف التنمية السياحية المستدامة بعناصرها الرئيسية الثلاثة ، وهي الارتقاء في البترا كموقع تراث عالمي، وتقديم تجربة مميزة للسائح و تنمية اقتصادية للمجتمع المحلي؟
الحديث عن الإدارة ليس ترفًا، بل هو جوهر التحدي التنموي في الاردن . ورغم وضوح رؤية التحديث الاقتصادي 2023 – 2033 وأهدافها الطموحة، فإن نجاحها – أو تعثرها – يرتبط أولاً وأخيرًا بكفاءة الإدارة، لا بعدد المشاريع أو حجم الموازنات او بعدد الظهور الإعلامي أو عدد السفرات والاجتماعات.
في الأردن، لا نعاني من شح الموارد بقدر ما نعاني من سوء إدارة الموارد.
وهنا، يحسن التذكير بمفهوم رمزي لعلّه يكون بوصلة في هذا التوقيت، وهو: السبع الموبقات في الإدارة، ونقصد بها السلوكيات والممارسات التي تقود إلى فساد القيادة وتفريغ المؤسسات من معناها، وأبرزها:
1. إساءة استخدام السلطة التقديرية: عندما تتحول القرارات من أدوات لخدمة المصلحة العامة إلى أدوات للمنافع الخاصة وخدمة المقربين
2. غياب الشفافية: حين يغيب الضوء عن عملية اتخاذ القرار، وتُحاط العمليات بالغموض.
3. تجاهل سيادة القانون: عندما يصبح القانون مرنًا لمن يملك السلطة لتحقيق مآرب شخصية
4. المحسوبية والولاءات الشخصية: من خلال منح المناصب كمكافآت على الطاعة، لا استحقاقًا للكفاءة، ومن خلال اقصاء الكفاءات او انهاء خدماتها
5. التلاعب بالمعلومات: حين تطلق معلومات وخطط وهميه هربا من المسؤولية وعجزاً عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة
6. التلاعب بالمؤسسات: حين تفقد المؤسسات استقلاليتها وتتحول لأذرع تنفيذية في يد أشخاص لا مؤسسات.
7. قمع من يخالف رأي الإدارة : حين يُعتبر الرأي الآخر تهديدًا لا فرصة للنقد والتصحيح.
فهل يُعقل أن تنجح رؤية التحديث، أو يُحافَظ على منجزاتنا منجزاتنا وتراثنا، في ظل إدارات تعاني من هذه السلوكيات؟
الإدارات النزيهة، الكفؤة، والمستقلة، هي الشرط الأول لأي نجاح تنموي مستدام. نريد ادارات تذلل التحديات لا ادارات تصنع الاعاقات.
فلنحوّل ذكرى 7/7 من مناسبة احتفالية إلى محطة مراجعة وتصحيح مسار و تقييم بناء على معايير كمية لا بعدد التصريحات الإعلامية




