وينصح الكثيرون بالابتعاد تماماً عن شريك الحياة بعد الانفصال لفترة تتراوح ما بين 30 و60 يوماً، أو حتى للأبد، على أساس أن هذه الفترة سيستغلها الطرفان لإصلاح الذات.

ويقترح الكثيرون إرسال رسائل نصية لرفاقهم أو أزواجهم السابقين لتذكيرهم بالأوقات الممتعة التي أمضياها معاً، وإثبات أنهم تغيروا أثناء هذه الفترة.

وعن مزايا الانقطاع عن التواصل بشريك الحياة السابق، تقول فيشر: "إن التعافي من انكسار القلب يشبه علاج الإدمان، إذ يتطلب الأمر الابتعاد عن كل ما يذكرك بشريك الحياة السابق، والتوقف عن متابعة حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصال به".

وترجع بروغارد ذلك إلى أن هذه الفترة تساعد على تخفيف حدة المشاعر السلبية، كالغضب وخيبة الأمل وما إلى ذلك.

وتحكي ليليان، الشابة العشرينية من هونغ كونغ، أنها كانت تبحث عن طرق عبر الإنترنت للتودد إلى رفيقها بعد أيام من الانفصال عنه، وصادفت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يقدمه مدرب متخصص في المواعدة.

وقدم المدرب نصائح حول كيفية الابتعاد عن شريك الحياة السابق ومحاولة جذب انتباهه مرة أخرى.

وتقول ليليان: "اقترح المدرب معادوة الاتصال برفيقي بعد 30 يوماً من الانفصال، وأن أرتدي ثياباً أنيقة في أول لقاء، لأثبت أنني غيرت من نفسي".

غير أن بروغارد تحذر من أن نصائح هؤلاء المدربين قد لا تستند إلى أدلة علمية، قائلة إن "معظم مدربي الانفصال لم يحصلوا على التدريب الكافي في المجالات المناسبة، كالعلوم العصبية أو علم النفس أو العلوم المعرفية أو الفلسفة أو العمل الاجتماعي".

وتنصح بروغارد في المقابل من يعاني من مرارة الانفصال، بأن يقرأ عن العلاقات والانفصال من مصادر موثوقة، بدلاً من إنفاق المال على جلسات مدربي الانفصال.

في الوقت نفسه، تحذر بروغارد من إضاعة الوقت والمجهود في محاولات التودد إلى شريك الحياة السابق واستعادة حبه.

ويقال إن الطريقة الأسهل للتصالح وتسوية الخلافات، هي التحدث بصراحة عن الأخطاء التي أدت إلى انهيار العلاقة، لكن في حالة إخفاق جميع مساعي الصلح، تنصح فيشر بالنظر إلى الجانب الإيجابي، فبعد مرحلة "الاحتجاج" على الفراق، قد يمر الدماغ بمرحلة يأس، ثم مرحلة قبول تليها مرحلة لامبالاة ونضج.

وتقول فيشر: "بعد الألم الشديد والمرارة والخوف يأتي التعافي. صحيح أنك لن تنسى من قرر الانفصال عنك، لكنك ستتجاوز المحنة وتحب إنساناً آخر".