*
الاحد: 21 ديسمبر 2025
  • 06 تموز 2025
  • 09:09
التعليم الجامعي حق أم امتياز طبقي
الكاتب: أ. ديمة الخليفات

خبرني - في كل عام، تُعلَن نتائج الثانوية العامة في الأردن وسط أجواء من الفرح والترقّب. تتصدر صور الأوائل الشاشات، وتُوزّع التهاني والتبريكات، وتُرفع الرؤوس فخرًا بإنجازات شبابنا. ولكن، خلف هذه اللحظة التي لا تُنسى، تبدأ لحظة أخرى، أكثر صعوبة وأشد وجعًا… لحظة الصدمة من واقعٍ يُجبر المتفوقين على الجلوس في البيت، لأنهم لا يملكون ثمن حلمهم.

ليست هذه قصة واحدة، بل حكايات تتكرر كل سنة بصمت مؤلم. طلاب بمعدلات 95%، 96%، بل و97%، من الفروع العلمية والأدبية، لا يجدون مكانًا لهم في الجامعات، لا بسبب ضعفهم الأكاديمي، بل فقط لأن جيوب أهاليهم فارغة.

شاب طموح، حلمه أن يصبح طبيبًا، حصل على معدل يُؤهله لذلك، لكن أسرته بالكاد تؤمّن لقمة العيش. لا منحة، ولا واسطة، ولا قدرة على دفع آلاف الدنانير. فماذا كانت النتيجة؟ بقي في البيت، يشاهد أحلامه تتلاشى، ويعيد على نفسه السؤال ذاته: لماذا أدرس وأتعب إن كان الفقر سيمنعني في النهاية؟

التعليم في الأردن أصبح عبئًا ثقيلًا على العائلات، ومصدرًا للتمييز بدلًا من أن يكون وسيلة للارتقاء. نُطالب أبناءنا بالتفوق، لكننا لا نكافئهم عليه. نُكرّمهم في الإعلام، ثم نخذلهم في الواقع.

إن التعليم الجامعي ليس ترفًا ولا حكرًا على القادرين، بل هو حق لكل طالب مجتهد، بغض النظر عن دخله أو خلفيته. نحتاج اليوم، وبشكل عاجل، إلى إعادة النظر في سياسات القبول والدعم المالي. نناشد الحكومة، ووزارة التعليم العالي، والجامعات، أن تنشئ صندوقًا وطنيًا فعّالًا لدعم المتفوقين غير المقتدرين، لأن الوطن لا يُبنى إلا بسواعدهم، ولا يتقدم إلا بعقولهم.

أبناؤنا تفوّقوا... فلا تجعلوهم يجلسون في البيت

مواضيع قد تعجبك