خبرني -
في زمنٍ تتلاطم فيه أمواج الفتنة، وتشتدّ فيه رياح التحدي، يبقى الأردن، كما عهدناه، صخرة لا تنكسر، وقلعة لا تُهدّ، وشعبًا لا يُقهر.
نقف اليوم، كما وقفنا بالأمس، وكما سنقف في الغد، خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وسياجنا الحامي، الجيش العربي المصطفوي، الذي حمل البندقية بشرف، وسجّل على صفحات التاريخ مواقف العز والكرامة.
سماء الأردن لا تُدنَّس، وأرضه لا تُستباح، وأمنه لا يُساوَم عليه. هذه خطوط حمراء، خُطّت بدم الشهداء، ولن يُسمح لأحد أن يعبث بها... لا بذرائع، ولا بأجندات، ولا بصيحات زائفة.
أما تلك الأبواق المأجورة، التي تنعق كلما اشتدّ الضوء من سماء الوطن، فلا حيلة لها إلا الكذب، ولا سلاح لها إلا السم، ولا مأوى لها إلا الخيانة. فئة مأجورة، لا خلاق لها في الشرف، ولا نصيب لها من الرجولة، تعوّدت الاصطياد في مياه الخيانة، وبث سمومها في جسد الأمة. لا سيادة تعرف، ولا كرامة تملك... تملكها الغيظ من مواقفنا المشرّفة، وانبرت أقلامها لتزييف الحقيقة وبث الفتنة.
لكنها نسيت أن هذا الوطن ليس مسرحًا لتصفية الحسابات، ولا ساحة للاختراقات، ولا شعبه جمهورًا عابرًا. هنا، في الأردن، الوعي درع، والولاء شرف، والانتماء عقيدة. وفي اللحظات المفصلية، لا مكان للحياد، ولا للمواقف الرمادية، ولا مجال للمساومة. فالمصلحة الوطنية تعلو ولا يُعلى عليها، فوق العواطف، وفوق الأمنيات، وفوق الحسابات الضيقة، وفوق كل صوت يبحث عن فتنة في زمن الاصطفاف.
الأردن، وطن السيادة والعزّة، ما انحنى، ولن ينحني.
محصّن بحكمة قيادته، وبسالة جيشه، ووعي أبنائه، وتماسك جبهته الداخلية.
نعم، الأردن أولًا... وقبل الجميع... دفاعنا عن الوطن لا يكون فقط في الميدان، بل بالكلمة الصادقة، والموقف الشريف، والمنصة التي تتحول إلى سلاح في وجه كل من يحاول النيل من سمعته، ودرعٍ يصد الأكاذيب.
فلنقف صفًا واحدًا خلف جيشنا، خلف أمننا، خلف رايتنا، ولنشهر أقلامنا وأصواتنا دفاعًا عن وطن لا يقبل القسمة، ولا المساومة، ولا الانكسار.
من هنا يُصنع المجد... فالأردن موطن الأحرار.




