*
الاحد: 14 ديسمبر 2025
  • 14 حزيران 2025
  • 21:09
الاستهانة بالبلاء كارثة فكرية تكشف انفصالًا خطيرًا عن الواقع
الكاتب: د. رأفت البيايضة

خبرني - في خضم التصعيد الأمني والعسكري المتسارع في الإقليم، وبينما تهدد التطورات في المنطقة بانزلاق خطير نحو الكارثة، يتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي  مشهدٌ مقلق: صور صواريخ، ضحكات، سخرية، و"ميمز" تعكس حالة غير مفهومة من الاستسهال الشعبي للمخاطر.

ليست المعضلة في الفكاهة، بل في الاستهانة بالعقل الجمعي وتراجع الحس بالمسؤولية الوطني إن "العقل البشري يتعامل مع الخطر البعيد وكأنه لا يُهدد مباشرةً، ما لم يلمسه جسديًا أو يشاهده في محيطه القريب" – وهذا ما يحدث تمامًا في الحالة الأردنية.

يرى علم النفس الاجتماعي أن الضحك والسخرية من الكوارث المتوقعة ما هو إلا آلية إنكار نفسي (Denial Mechanism) يلجأ إليها الفرد لتقليل قلقه.
لكن عندما تتحول هذه السخرية إلى سلوك جماعي متكرر، فإنها تفصل المجتمع عن الواقع، وتُضعف من قدرته على الاستجابة للأزمات بوعي وانضباط.
تعليمات الدفاع المدني وإدارة الأزمات ليست نصائح عابره
نعم، لا نريد هلعًا، لكننا نحتاج إلى وعي وطني صارم، يتعامل مع الخطر بميزان العقل لا المزاح.
علينا أن نُعيد تعريف مفهوم "الرجولة" و"الصلابة" في الأزمات: ليست في الضحك عند الصدمة، بل في الوقوف منضبطين، مسؤولين، متعاونين.

فالكارثة حين تقع، لا تفرق بين من استهزأ بها، ومن خافها.

مواضيع قد تعجبك