*
الاربعاء: 10 ديسمبر 2025
  • 12 حزيران 2025
  • 21:27
المقدّرون العقاريون على أعتاب مرحلة عربية فارقة
الكاتب: الدكتور غسان العذاربة

نحن، كمهنيين في حقل التقييم العقاري، لسنا مجرّد أدوات رقمية تُقدّر القيمة وتُحصي الأرقام، بل نحن رُسل الثقة في السوق العقارية، وحلقة الوصل بين الأمان الاقتصادي والاستثمار الذكي. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يُطلب منا أن نرتقي بموقعنا، ونوسع أفقنا، ونتحرك كجسد مهني واحد، يحمل رسالة واضحة: المقـدّر العربي في قلب التنمية والنهضة الاقتصادية القادمة.

 من الأردن إلى الجوار... ميدان جديد للتاريخ .

تشهد الساحة الإقليمية تحولات محورية في المشهد الاقتصادي والعقاري، لا سيما مع بروز مؤشرات واضحة لمرحلة إعادة إعمار سوريا، والتي باتت تلوح في الأفق كمشروع استراتيجي واسع النطاق، يفتح الأبواب أمام الاستثمارات، التخطيط الحضري، وتدفق رؤوس الأموال.

وهنا، تتجلى أهمية المقـدّر الأردني والعربي، كطرف محوري في تأمين البيئة العقارية لهذا التحول؛ من خلال التقييم الموضوعي، والشفافية، والدقة التي تبني ثقة المستثمر، وتضع الأسس لقرارات اقتصادية رشيدة.

 لماذا نحتاج اليوم إلى تجمع وطني مهني جامع؟

في ظل المرحلة القادمة، تزداد الحاجة لتجميع طاقات المقـدّرين العقاريين في بوتقة مهنية موحدة، عبر كيان فعّال قادر على:

تقديم خدمات تقييم متكاملة على مستوى إقليمي.

توحيد المعايير والممارسات وفق أحدث النظم الدولية (IVS، RICS، وغيرها).

بناء قواعد بيانات وطنية وإقليمية تساعد في الاستشراف العقاري الذكي.

تدريب وتأهيل كوادر قادرة على التعامل مع مشاريع إعادة الإعمار، التوسع العمراني، وتحولات السوق.

فلا يعقل أن يبقى المقـدّر مشتتًا، وهو صاحب الدور الحاسم في ضمان النزاهة السوقية، وتحديد القيم الحقيقية للعقار، في وقت تتسابق فيه الدول على إعادة بناء مدنها.

 مهنة التقييم العقاري... من الظل إلى الضوء

لقد آن الأوان أن تخرج مهنة التقييم العقاري من الظل إلى الضوء، وأن تحتل مكانتها الطبيعية في منظومة الاقتصاد الوطني. نحن لا نقيس العقارات فقط، بل نقدّر الأثر، ونقرأ المستقبل، ونوجّه بوصلة الاستثمار.

وفي الأردن، حيث الاستقرار والاحتراف، توجد لدينا البنية الكاملة لنكون مرجعية إقليمية في التقييم العقاري، لكن هذا يتطلب منا أن نكون أكثر تنظيمًا، أكثر تواصلاً، وأكثر تأثيرًا.

 دعوتنا... هي دعوة إلى العمل الجماعي

هذه المقالة هي دعوة مفتوحة لكل الزملاء المقدّرين في الأردن والوطن العربي، إلى:

تأسيس تجمّع مهني جامع يضم الطاقات، ويطرح المبادرات، ويمثل المقـدّر أمام الجهات الرسمية والمؤسسات الاستثمارية.

عقد ملتقى وطني للمقدّرين العقاريين تحت مظلة مهنية موحدة، يكون منصة للخبرة والتكامل وتبادل التجارب.

إطلاق مشروع وطني للجاهزية العقارية يواكب فرص الإعمار في سوريا، وليبيا، والعراق، وغيرها من الأسواق الصاعدة.

 صوتنا يجب أن يُسمع

المرحلة المقبلة ليست فقط امتحانًا اقتصاديًا، بل فرصة مهنية كبرى لا تتكرر كثيرًا. لنكن على قدرها، ولنوحد كلمتنا، ولنُظهر بأن المقـدّر العقاري العربي ليس تابعًا للسوق، بل شريك في صنعها.

فلنبدأ من الأردن… ولننطلق من بوابة الثقة، نحو دور إقليمي يستحقه كل مقدّر في وطننا الكبير.

 

 

مواضيع قد تعجبك