خبرني - الخميس، لحظة مش عادية.
مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب عُمان مش مباراة عابرة، ومش مجرد مواجهة كروية على ورق.
هي واحدة من أهم المحطات بتاريخ الكرة الأردنية، خطوة مهمة جدًا في الطريق نحو حلم طال انتظاره… حلم كأس العالم.
صحيح إنها مش المباراة الفاصلة، لكنها تذكرتنا للبقاء على خارطة المنافسة، خطوة بتقربنا من الحلم، وبتخلينا ضمن قائمة الأمل.
كل فوز من هون وطالع، هو دفعة لقدّام، نحو هدف لم يكن بعيد يوم من الأيام… بس اليوم صار ملموس، وصار علينا نشتغلله بوعي وجهد حقيقي.
الشعب الأردني كله عايش اللحظة.
من الطفل اللي لابس تيشيرت المنتخب، للشاب اللي حجز مكانه بالكافيه، للأب اللي رافع علم بلاده على شباك بيته… كلنا مستنيين، وكلنا عارفين إن هاي الفرصة ما بتتكرر بسهولة.
وإذا استثمرناها صح، مش بس رح نفرح كم يوم، إحنا ممكن نغيّر وجه الأردن بالكامل.
التأهل لكأس العالم مش بس إنجاز رياضي، هو واجهة عالمية.
واجهة بتخلي اسم “الأردن” يُذكر على لسان معلّقين من كل دول العالم، ويتكرر على شاشات التلفزيون، ويكون ضمن التريندات العالمية.
الناس رح تفتح غوغل، وتبحث: "وين الأردن؟ شو فيها؟ شو بتقدّم؟"
ورح يلاقوا دولة عندها حضارة، وتاريخ، وجمال طبيعي ما بتملكه أي دولة تانية.
وهون بتيجي مسؤولية البلد… مش المنتخب لحاله.
لازم وزارة السياحة تكون جاهزة من اليوم، مش تستنى لآخر لحظة.
جاهزة بخطط ترويج، بحملات إعلامية، بمحتوى رقمي بيوصل للعالم، بخطة واضحة بتحكي عن الأردن مش كدولة فقط… كوجهة سياحية فردية ، كقصة تستحق أن تروى ..
لازم هيئة تنشيط السياحة تشتغل بإيقاع مختلف، وتتعامل مع اللحظة وكأنها حملة دولية كبرى.
يشتغلوا على إنتاج فيديوهات قصيرة، يتعاونوا مع المؤثرين، يجهزوا منصات السياحة، ويحدثوا كل المحتوى الإلكتروني.
ويطلقوا حملات باسم "زوروا بلد النشامى"، "من أرض الملعب لأرض البترا"، أو "الأردن: من الحلم للواقع".
وبرضو مش السياحة لحالها.
القطاع الخاص، الإعلام، وزارة الاستثمار، المؤسسات التربوية، الكل إله دور.
بدنا الأردن يشتغل كمنظومة وحدة، زي ما المنتخب بيلعب كتلة وحدة، بخطة، وتكتيك، وروح واحدة.
التأهل – إذا صار – رح يكون لحظة مفصلية، مش بس رياضيًا، بل وطنيًا واقتصاديًا ونفسيًا.
رح يعيد تعريف الأردن بعيون العالم، ويخلق ثقة داخلية ما عرفناها من سنين.
رح يرفع الروح الوطنية، ويعزز انتماء جيل كامل كان محتاج لحظة زي هاي.
هاي فرصة مش لازم نضيّعها.
فرصة نثبت فيها إن الأردن جاهز يكون لاعب على الساحة العالمية، مش بس في كرة القدم، بل في السياحة، والاستثمار، والحضور الإعلامي.
فرصة نرفع فيها اسمنا ونكبر صورتنا، ونخلي العلم يرفرف مش بس بالملاعب… بكل بيت عربي، وبكل شاشة عالمية.
الخميس خطوة.
بس بعدها في مشوار.
ومشوارنا مش سهل، بس ممكن.
وإذا وصلنا، ما رح يوصل المنتخب لحاله… الأردن كله رح يوصل.




