مجموعات روسية وتركية أيضاً

ويرى أكرم خريف، المشرف على موقع "مينا ديفانس" المتخصص في شؤون الدفاع بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حديثه مع بي بي سي أن "الجزائر تواجه تحديات خطيرة على حدودها. وتسعى إلى التعامل معها باستراتيجية متكاملة تتبع الأساليب السياسية والدبلوماسية والأمنية".

فالحدود مع مالي تشكل، منذ سنوات طويلة، هاجسا أمنيا مقلقا بالنسبة للجزائر. ويزداد هذا القلق بسبب توتر العلاقات مع السلطات في باماكو. ويؤدي الخلاف السياسي بين البلدين إلى تعقيد الأزمة الأمنية، ويعرقل التوصل إلى حل يرضي الطرفين.

ويكمن الخطر بالنسبة للسلطات الجزائرية في انتشار السلاح بشمال مالي، سواء في يد الجماعات المسلحة القادرة على التسلل عبر الحدود، أو في يد قوات عسكرية من دول أجنبية، "تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة".

ويشير خريف إلى وجود شركات عسكرية تركية في مالي، إلى جانب المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر. ويذكر تحديداً شركتي صادات وكانيك. ويثير وجود هذه المجموعات العسكرية، بعتادها وخبرائها، مخاوف الجزائر من تهريب السلاح "والاعتداء على مصالحها".

ولا تقل مخاوف الجزائر الأمنية على الحدود مع مالي عن قلقها على حدودها مع ليبيا، على الرغم من اختلاف طبيعة الحالتين. فالقوات الأجنبية في ليبيا أكثر عددا وأقوى عتادا. وتحذر السلطات الجزائرية من انتشار السلاح الحربي في يد عصابات تهريب المخدرات على حدودها الشرقية.

التعبئة العامة

وينسجم تعيين "فاعل أساسي في الاستعلامات الجزائرية" في هذا المنصب الاستراتيجي مع مشروع قانون التعبئة العامة، الذي ينص في المادة 22 منه على "التنسيق بين وزارة الداخلية والسلطات العسكرية في إدارة المعطيات وتحسيس المواطنين".

ويرى المراقبون أن تعيين العميد أيت وعرابي على رأس جهاز الأمن الداخلي يطوي صفحة الرئيس بوتفليقة وقائد أركان الجيش أحمد قايد صالح. ويفتح صفحة جديدة يكون فيها للاستعلامات دور استراتيجي في مواجهات "التحديات الإقليمية الاستثنائية".