التقينا لأول مرة باللاجئين السوريين، اللذين أطلقنا عليهما اسمي أحمد ومصعب حفاظاً على هويتهما، بعد شهر من الكارثة.

قالا إن كلاً منهما دفع 4500 دولار أمريكي، مقابل مكان على متن القارب.

كان شقيق أحمد الأصغر - وهو سوري يقيم حالياً في ألمانيا - على متن القارب أيضاً ولم ينجُ.

وصف لنا مصعب اللحظة التي تسبب فيها خفر السواحل اليوناني - على حد زعمه - في غرق قاربهم.

قال: "ربطوا حبلاً من اليسار. تحرك الجميع إلى الجانب الأيمن من قاربنا للحفاظ على توازنه. ابتعد القارب اليوناني بسرعة مما تسبب في انقلابه. استمروا في جرّه لمسافة طويلة".

وادّعى الرجلان أنه بمجرد وصولهما إلى اليابسة، في ميناء كالاماتا، طلب خفر السواحل من الناجين "الصمت" عندما بدأوا يتحدثون عن كيفية تسبب السلطات اليونانية في الكارثة.

قال أحمد: "عندما أجاب الناس بأن خفر السواحل اليوناني هو السبب، طلب المسؤول عن الاستجواب من المترجم أن يأمر الشخص الذي أجريت معه المقابلة بالتوقف عن الكلام".

وأضاف أن المسؤولين صاحوا: "نجوت من الموت. توقف عن الحديث عن الحادث، لا تسأل المزيد عنه".

يوم الاثنين، قال أحمد إنه يشعر بأن التهم الموجهة إليه قد بُرِّئت.

وقال: "أنا سعيد جداً لأنهم سيُحاسبون في النهاية على كل ما ارتكبوه، ولكن حتى أراهم في السجن، لم يُتخذ أي إجراء بعد".

وأضاف: "بصراحة، النظام القانوني اليوناني غير موثوق به على الإطلاق".

 

الفريق القانوني للضحايا "يُرحّب" بالاتهامات

صرح الفريق القانوني المشترك الذي يمثل الناجين وضحايا الكارثة بأن قرار رفع دعوى قضائية ضد خفر السواحل السبعة عشر يُعد خطوة كبيرة نحو تحقيق العدالة.

وأضاف في بيان: "بعد مرور ما يقرب من عامين على غرق سفينة بيلوس، تُشكل مقاضاة 17 فرداً من خفر السواحل، بمن فيهم كبار ضباط قيادته، وإحالتهم إلى التحقيق الرئيسي بتهمة ارتكاب جرائم، تطوراً جوهرياً وواضحاً في مسار إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة".

ومن المفهوم أن الرجال السبعة عشر الذين وُجهت إليهم التهم سيخضعون للاستجواب خلال الأسابيع المقبلة من قبل نائب المدعي العام في محكمة بيرايوس البحرية.

وستقرر المحكمة بعد ذلك ما إذا كانت ستُحيلهم إلى محاكمة كاملة أو تُسقط التهم.

ولم يتضح بعد ما هي العقوبة التي قد يتلقاها خفر السواحل في حال إدانتهم.

وسبق لليونان أن صرحت لبي بي سي بأن خفر سواحلها يحترم حقوق الإنسان احتراماً كاملاً، وأنه أنقذ أكثر من 250 ألف شخص في البحر خلال العقد الماضي.