مات إسحاق عند مقام "الشيخ خاطر"، حيث طالما قاد أهل قريته ليُريهم الدجاج المذبوح. في أيامه الأخيرة، لم يتراجع، بل ظلّ يناشد الناس أن يتخلّوا عن بُخلهم ويُرضوا الجنيّة. قال لهم: "حرام أن تأكل النار كل شجر الزيتون هذا، مقابل بضع دجاجات".

لا أعلم إن كان إسحاق يعاني من الفُصام، فأنا لست مُخوّلاً لتشخيصه، لكن تجاوز خرافة "انفصام الشخصية" — لا كمصطلح لغوي فقط، بل كمنظور اجتماعي اختزل الإنسان في تشخيص، وحوّل المعاناة إلى وصمة، يُسهم في مساعدة المرضى وإدماجهم.