لطالما كان الأردن ملكاً وحكومة وشعباً من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية في مختلف مراحلها بدءاً من نكبة عام 1948 وحتى العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ولغاية الآن لم يكن هذا الدعم مجرد خطاب عاطفي بل تمثل بمواقف سياسية واضحة ودعم إغاثي ميداني وحراك دبلوماسي دائم على الساحة الدولية.
الدعم الأردني حقائق لا يمكن إنكارها منذ بداية العدوان الأخير على غزة أرسل الأردن عبر الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة (الخدمات الطبية الملكية) عشرات القوافل الإغاثية والعيادات الميدانية وأنشأ مستشفى ميدانياً عسكرياً يقدم خدماته لسكان القطاع في ظل الحصار الخانق.
الأردن كان من أوائل الدول التي طالبت بوقف العدوان ورفعت صوتها في المحافل الدولية دعماً للفلسطينيين. كما استدعى السفير الإسرائيلي في عمان عدة مرات احتجاجاً على التصعيد ضد المدنيين.
وفي السياق ذاته يحتفظ الأردن بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهي مسؤولية تاريخية يواصل الهاشميون أداءها في وجه محاولات التهويد والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
الادعاء الاخير بأن الأردن يقتطع من تبرعات موجهة لغزة هو اتهام خطير لا يسنده دليل واحد لا من الهيئات المانحة ولا من الجهات الدولية كل التبرعات تمر عبر قنوات معترف بها دولياً منها الهيئة الخيرية الهاشمية والتي تنشر تقاريرها بانتظام.
علاوة على ذلك أن الترويج لمثل هذه الشائعات في هذا التوقيت الحرج لا يخدم الا أجندة الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى باستمرار إلى إضعاف الجبهة الداعمة الداعمة لفلسطين وتشويه مواقف الأطراف الأكثر التزاماً بها وعلى رأسها الأردن
مجمل القول،،،ان الحملات المشبوهة التي تحاول النيل من هذا الموقف لن تؤثر على الواقع ولن تضعف في دعم القضية الفلسطينية لأنه نابع من رؤية قومية والتزام وطني متجذر في وجدان الدولة الأردنية ومؤسساتها.