كم تبدو جميلة بيوت الماضي ورائحة الصباح أدخل في ذاكرة الماضي وأسمع غناء بائع الحليب وهو يصيح لبن لبن والحلاب ابو سلامة يجلب لنا الحليب من نعاج بياض ومعزه سمار يأتي في صباحات الربيع الباكر مع قطرات ندى صباحي ويسكب عند العتبات حليباً طازجاً تفوح منه رائحة زكية مبشرة بنهار جديد تلوح شمسه لتعلن بداية يوم جديد يرحب يخيرات الربيع القادمة لمونة من لبنة وجبنة وسمنة وجميد وشنينة وكشك وبيض بلدي أجلبه من خم الجاج الموجود بجانب البيت والخير الوافر من حاكورتنا الصغيرة من بصل أخضر وموشوشة البيض بالبصل ورائحة العجة بالسمن البلدي والرشاد هو والكزبرة مع لبن الضبية والتي كانت تصنعه الوالدة رحمها الله مع خبز القمح البيتي المشروح والمخبوز في فرن ابوشحادة وكاسة شاي فرط نوع الفراشة سيلاني او الغزالين يجعل صباحاتك وردية كلون الورد الجوري السلطاني والذي تفتح مع نسيمات الربيع . وخيرات الحليب وهي تصفى في شاشة بيضاء لأزالة من علق به من رواسب تغلي أمي الحليب المخلوط لغايات صناعة اللبنة والباقي بلا غلي لغايات صناعة الجبنة بوضع مساه لغايات التخثر .
وتطل الشكوة او السعن لتعلن ولادة الشنينة وتخرج الزبدة البيضاء من مكمنها بيد والدتي نتذوقها بشوق والشنينة نطرقعها فتسري في الجسم تعلن السعادة كأنها ترفع هرمون الفرح .ويأتي دور الجميد والكشك والسمنة البلدية بحواجتها وحندقوقها والتي كنا نغني له شامم ريحة حندقوق لتزهو بلونها الإصفر ورائحة الحندقوق . أخ منك يا زمان الماضي الجميل وقد تناغمت دنيانا بين الانسان والطبيعة بفصولها المتعاقبة بخيراتها . أستعيد تلك الملامح والتي اصبحت بعيدة في زمن الغربة عسى ان تسعدكم ذاكرتي قبل ان تفترسها حضارة البرغر والفرايد تشكن والغير الكثير ٠




