في خضم التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، وتشابك المصالح وصراع القوى في محيط يموج بالتقلبات، يبرز الأردن كأنموذجٍ فريدٍ في الاستقرار والثبات. وليس هذا الموقع المتميّز وليد الصدفة، بل هو ثمرةٌ لحكمة القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وللسهر الدؤوب لرجال دائرة المخابرات العامة، الذين أثبتوا، في كل محطة، أنهم الدرع المنيع لهذا الوطن.
منذ أن تسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، قدّم للعالم نموذجًا متقدّمًا في الحكم الراشد، يستند إلى الرؤية الثاقبة، والعقلانية المتزنة، والتمسّك بثوابت الدولة الأردنية، دون أن يغفل المتغيرات الإقليمية والدولية. فقد كانت قيادته، ولا تزال، بوصلةً توجه الدولة نحو برّ الأمان، مهما اشتدت الأزمات، وتوالت التحديات.
ومن أبرز ملامح هذا العهد، إيمان راسخ بأن الأمن ليس ترفًا، بل هو أساسٌ لكل تنمية، وممر إجباري نحو أي نهضة حقيقية. ومن هذا المنطلق، لم تكن الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتها دائرة المخابرات العامة، مجرّد أدوات تنفيذ، بل كانت شركاء حقيقيين في صناعة القرار الأمني، مستندة إلى ثقة ملكية عميقة، وإرادة سياسية تدرك تمامًا أن صون الاستقرار هو صمام بقاء الدولة وركيزة تقدمها.
وقد برهنت دائرة المخابرات العامة، عبر قياداتها الواعية وكوادرها المدربة، على كفاءتها العالية في التعامل مع أخطر التحديات، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف، فكانت حائط الصد الأول، ويد الوطن الحانية، التي تحمي المواطن دون أن تسعى إلى الأضواء، بل تترجم الانتماء أفعالاً، وتُنجز بصمتٍ واحتراف.
وإن المتابع لدور هذه المؤسسة العريقة، داخليًا وخارجيًا، يلمس بوضوح درجةً عالية من المهنية والانضباط، والتزامًا راسخًا بالقانون والدستور، بما يجعلها مؤسسةً وطنية متكاملة، تتجاوز البُعد الأمني لتغدو أحد أعمدة الدولة الحديثة، القائمة على الشرعية القانونية والمؤسساتية.
هذا التوازن الدقيق بين الحزم والعدالة، بين القوة والشفافية، ما كان ليُبنى لولا التوجيهات الملكية الحكيمة، التي أرست قاعدة راسخة: أن يكون الأمن في خدمة المواطن، لا العكس. وقد انعكست هذه الرؤية في حالة من التماسك الوطني، جعلت من الأردن دولة ذات حضور إقليمي ووزن سياسي، رغم صغر حجمها الجغرافي.
وفي ختام القول، فإن الإشادة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وبجهود دائرة المخابرات العامة، ليست من قبيل الإطراء، بل هي تقديرٌ واجبٌ لدورٍ محوري، واعترافٌ بفضلٍ لا يُنكر، وامتنانٌ لعطاءٍ لا ينضب. فبوركت الجهود، ودام الوطن في عزةٍ وأمان، تحت راية الهاشميين، وبعيون رجاله الأوفياء الساهرين على أمنه واستقراره.
الكاتب: سامر انور العتوم




