لا يمكن للزعماء العرب ان يتجاهلوا ان ما يزيد على 75% مما يجري في العالم من احداث عسكرية وسياسية واعلامية تخص وطنهم العربي الكبير ولا يمكن لهم ان يتجاهلوا ان الخطر بات على عتبة كل دولة وأن الامر اصبح يتعلق بالوجود وعدمه وان نكون أمة او لا نكون.
لا يمكن لأي دولة عربية ان تنأى بنفسها عما يجري في غزة وفي لبنان وسوريا واليمن وحتى ما يجري في اوكرانيا له علاقة بكل دولة من دولنا العربية والقضية الاولى والاهم في العالم "القضية الفلسطينية " .
مخطىء من ظن انه مكتف بنفسه وان النأي عن مشاكل الامة وما يجري لها سلامة له ولدولته وشعبه ووجوده في اعلى قمة السلطة في بلده فالمطلوب دم الجميع وارض الجميع وخيرات الارض العربية كلها بما في ذلك ثقافة الامة وتاريخها ودينها ولغتها .
لا يمكن لهذه القمة ان تكون استثنائية ان لم تتناول الوجود الصهيوني على الارض اللبنانية والسورية وفي قطاع غزة وفي مخيم جنين وتهجير 90% من سكانه بجدية وأن لا تكتفي بالادانة واصدار تحذيرات مكتوبة على الورق تعود عليها العدو وسئمتها الشعوب العربية .
لا يمكن لهذه القمة ان تكون استثنائية ان لم تقرأ ما يجري في العالم وما تقترفه الادارة الاميركية بحقنا كأمة وبحق دول العالم بدءاً باوروبا
واوكرانيا وروسيا والمكسيك واستراليا وما تخشاه تايوان وكندا من تقلب المزاج الامريكي وما بدأته الصين برفع الرسوم الجمركية على السلع الامريكية.
لا يمكن لهذه القمة ان تكون استثنائية ان لم تقرأ حالة الضعف والوهن الذي اصاب العدو الصهيوني وأن حالها غدا ليس كحالها اليوم وكذلك الولايات المتحدة التي اختارت مجابهة الجميع في الداخل والخارج وعليه فإن القمة مطالبة قبل ان تناقش الاوضاع في غزة والضغط على المقاومة اسكات هذا المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية والذي انقلب على كل اتفاقياته مع اي طرف عربي وسوف لن يلتزم غدا مع اي اتفاق قادم .
لا يمكن لهذه القمة ان تكون استثنائية ان لم تقرأ تطلعات وآمال وآلام 400 مليون عربي شاهدوا كما العالم هذا الانحطاط الاخلاقي لجيش الاحتلال ودولته وهذا الاجرام الذي طال كل شيء على ارض غزة ولبنان وشاهدوا ثلة من شباب هذه الامة يجابهون كل هذا الاجرام الصهيوني الامريكي والاوروبي لم يعد يخفى عليهم شيء لا يثقون بمخرجات القمم العربية يؤمنون بقدرتهم على الولوج الى العالمية ايمانهم بوجود عامل معطل لطاقات وقدرات شباب هذه الامة متمثل بدولة الاحتلال من جهة ومن يساندها من داخل المنزل من جهة اخرى.
على القمة العربية ان تتذكر ان المبادرة العربية التي اعطت اسرائيل اعترافا كاملا من قبل الدول العربية وعلاقات جوار وتمثيل دبلوماسي مقابل حل الدولتين ورفضتها اسرائيل ولا زالت ترفضها لن يمنح الامة شيئاً وعليه فان اقل المطلوب من القمة من وجهة نظر اسرائيل المهزومة ان يقوم العرب بقتل حماس المنتصرة وتسليم جثتها لاسرائيل وامريكا وهذا لا يكفي من جادل الله في بقرة .
على القمة العربية وقبل البحث في أمر حماس وسلاحها ومن يحكم ومن يخرج من القطاع ان تحمل اسرائيل مسؤولية هذا التدمير والاجرام الذي حل بغزة وأن تبادر الى رفع قضايا لدى المحاكم الدولية كما فعلت دول اخرى انتصرت لانسانية الانسان وان لا تقبل دور الممول للتعمير وان لا تدفع الدية مرتين وان لا تستسلم للضغوط الامريكية وهي قادرة على ذلك ان توفرت الارادة .




