بريزة وطبشة

قبل أقل من مئة عام ، كان البدوي الأردني ينشد قائلا: الحمد لله تمدنّا.. وكل واحد منا شرا طاسة. واذا عرفنا بأن (طنجرة) أو قدرا واحدا كان يكفي مجموعة من العائلات ، فقد رأى جدّي الأعرابي ، أن شراء كل خربوش لطنجرة تخصه هو قمة التقدم والتحضر آنذاك ، وربما كان يسخر من التقدم في هذه المقولة ، ومنذ عقود ودائرة الضروريات تتسع عند الإنسان الأردني ، من الطاسة حتى بيت الطين ، وانتقل من (العيش) والبرغل الى الرز العادي والأمريكي ثم رز بسمتي وضحكتي ودمعتي ثم بيت الحجر ، ثم دخلت موضة الطاولات والكراسي ، وخبز الكماج ، والراديو والتلفزيون الارضي. ثم الدش والهش والنش.. وهكذا. حاليا ، لم يعد النت من الكماليات بل من الضروريات ، وكذلك السيارة في بلد يفتقد الى المواصلات الوطنية المنظمة ، وقبل عشر سنوات فقط كان الهاتف النقال من الكماليات ، أما الان فقد تحول الى قائمة الضروريات مفرطة. اتذكر قائمة الضروريات التي تتسع يوما بعد يوم ، وأنا أرى واسمع واشاهد هذا الإفراط في التأكيد على تنزيل اسعار السكر والرز والمش عارف شو ، لكأننا ما نزال نعيش في الخيم ، وقائمة ضرورياتنا لا تحتوي الا على هذه المواد البسيطة ، وقائمة حاجيات الأسرة تعتمد عليها فقط لا غير،، اذا ارادت الحكومات أن ترضي الناس بتنزيل اسعار الرز والسكر ، فعليها اذا أن تسعى جاهدة الى إعادتنا الى مرحلة ما قبل المدنية .. والى نقلنا من أهل حضر الى أهل وبر ...عندها يمكننا أن نشكر الحكومات ونلهج لها بالثناء والتقدير لأنها نزلت سعر السكر شلنا كاملا والرز بريزة وطبشة.   الدستور