*
الجمعة: 19 ديسمبر 2025
  • 22 أغسطس 2020
  • 12:02
نوبات الهلع
الكاتب: رانيا اسماعيل
نوبات الهلع

تعتبر نوبات الهلع  أحد الاضطرابات  النفسية التي يعانى منها الكثير ، خصوصا في هذا الوقت الصعب وما  نمر به من تغيرات سريعة ومفاجئة خاصة مع  انتشار مرض فيروس  الكورونا ، وما خلفه ويخلفه وسيخلفه  من توترات نفسية وعصبية ،  وصلت لحد الانتحار عند البعض .

  نوبة الهلع عبارة عن نوبة مفاجئة من الخوف الشديد دون وجود خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف. وهي تختلف عن الفوبيا المحددة  وأنواعها . و  عند حدوث نوبة الهلع، قد نعتقد أننا نفقد السيطرة  ، حيث تَبدأ نوبات الهلع عادة فجأة، دون سابق إنذار.و يمكن حدوثها في أي وقت:  بالليل أو النهار ، بالمكتب أو البيت . بالسيارة أو الطائره ،وتأتي على شكل حلقات من القلق الشديد ، وقد تستمر دقائق ، وقد تمتد لساعات . و أعراضها متنوعة وكثيرة وحادة مثل : الشعور بالخطر ، الخوف من فقدان السيطرة ، الخوف من الموت  ، التعرق، الصداع، الدوخة ،  دوار أو إغماء، خدر أو إحساس بالوخز، الشعور بالانفصال عن الواقع ، ارتعاش بالجسم ،  ضيق في التنفس، قشعريره، غثيان، تقلص في البطن، ألم في  الصدر، ضيق في الحلق. تقلصات في الأمعاء والمعدة و حالات من الإسهال المفاجئ،   خفقان سريع بالقلب ،  لذا يسعى الكثير من مرضى نوبات الهلع إلى أطباء متخصصين في مجال أمراض القلب،  وذلك نتيجة للتشابه بالأعراض  بين نوبات الهلع والجلطات القلبيه .

 

إن نوبات الهلع  لا تميز بين صغير وكبير ولا بين ذكر أو أنثى، ولا غني أو  فقير . لكن وبحسب الدراسات فإن ا لنساء أكثر عرضة من الرجال لنوبات الهلع  ، ويرجع هذا إلى اختلافات في كيمياء الدماغ،  وبسبب الهرمونات أيضاً، فضلاً عن الطريقة التي تتعاطى بها النساء مع التوتر مقارنة بالرجال، والأسباب عند هؤلاء قد يكون لها علاقة بأمور نفسية : كالخلافات الضاغطة والدائمه ، حالات العنف والتنمر ، الإهانات المتكررة ، الإجهاد وتعدد الأدوار ، التهديد ، الظروف الصعبه ، الأخبار الصادمه ، فقدان شخص  عزيز ، خيانه عاطفيه  ، خسارة ماليه ، مشاعر مكبوتة غير معبر عنها ، أحداث مفاجئة وصادمة،   تعذيب . طلاق ، انفصال ،  والعديد من الأمور النفسية . وقد تكون أسباب عضوية وبيولوجية  :كخلل بالمسيلات العصبية بالدماغ ،و تأثيرات شرب المخدرات والكحول .
 

قد يشعر البعض بهذه الأعراض ،ولا يعلم بأنها أعراض نوبة الهلع ، فقد يستيقظ طفل من نومه ، ويبدأ بنوبة بكاء ناتجة عن تعرضه لنوبة هلع ، أو قد تصيب طالب جامعي أثناء تأديته للإمتحان ، أو قد تصيب مدير أثناء أحد الاجتماعات ....وهكذا ؛ لذا علينا تعلم بعض الطرق للسيطرة عليها والتحكم بها : كتنظيم التنفس ، تخيلات إيجابيه ، حديث إيجابي مع النفس ، التركيز على شيْ معين والتفكير به ، إجراء عمليات عقلية كالعد ، أو التعداد ، سماع موسيقى ، التحكم بالأفكار ،  الاسترخاء الجسدي والعقلي ،  القيام بتمارين رياضية ، البوح للآخرين . وهذه طريقة مهمة ، حيث أن التنفيس والبوح  عما يجول بالخاطر من أهم طرق العلاج النفسي بالكثير من الاضطرابات . وفي حال  لم يستطع الفرد السيطرة على هذا الاضطراب  بالطرق الذاتيه ، عليه مراجعة طبيب أمراض نفسية حتى يصف له التدخل الدوائي المناسب .

وللأسف في مجتمعنا الأردني لا يتم التعامل مع الاضطرابات النفسية بواقعية  وجديه ، سواء أكانت نوبات هلع أم غيرها . فالمرضى لا يحبذون كشف اضطراباتهم بسبب نظرة المجتمع للمريض ولأسرته ، عدا عن وصمة العار التي تلاحق المريض وكأنه مجرم ،  وعدا عن الأسعار الخيالية للعلاج والتدخلات الدوائيه ، رغم أن الكشف عن أي اضطراب نفسي والتدخل لمساعدته قد يحمي المريض ،  ويحمي المجتمع من تطورات لاحقه . لذلك علينا أن نكثف جهودنا لتغيير نظرة الناس فيما يخص الاضطرابات النفسية ، والتعامل معها كأي أمراض أخرى قد تصيب الشخص ،  من خلال وسائل الاعلام  المجتمعيه . وغيرها من وسائل التوعيه.

[email protected]

 

 

مواضيع قد تعجبك