*
الخميس: 25 ديسمبر 2025
  • 23 تموز 2011
  • 12:56
من يعتـذر للشعب الأردني
الكاتب: حمزة منصور
من يعتـذر للشعب الأردني
الاعتذار الذي قدمه وزير الداخلية، ومدير الأمن العام، للأسرة الصحفية – كما صرح نقيب الصحفيين – خطوة ايجابية إن تمت ترجمتها إلى سلوك حضاري في التعامل مع الصحفيين والمواطنين على حد سواء، وتمت محاسبة من حملهم تقرير مديرية الأمن العام مسؤولية الاعتداء في جمعة الخامس عشر من تموز، وإن كنا على يقين أن المسؤولية لا يتحملها نفر من القادة الميدانيين والعناصر الأمنية فقط، ونأمل أن يأتي تقرير المركز الوطني لحقوق الإنسان أكثر دقة في تحميل المسؤولية .  ولكن السؤال الكبير من يعتذر للشعب الأردني الذي تعرض شبابه لجراحات في القلب والجسد، كما تعرضت صورته ومصالحه لضرر بالغ لا ندري كيف سيتم إصلاحها ؟ ومن يعتذر للشعب الأردني عن تهديدات رئيس الوزراء عشية إقامة الاعتصام وهو يؤكد أنه لن يسمح بإقامة الاعتصام خلافاً للحق الدستوري والقانوني الذي كفل للمواطن حقه بالتعبير السلمي ؟ ومن يعتذر عن استفزاز رئيس الوزراء للشعب الأردني وهو يعبر عن شعوره بنشوة النصر على من سماهم أعداء الإصلاح لدى لقائه مجلس الأعيان وكأنه حقق انتصارات باهرة على أعداء الأمة وأدوائها الاقتصادية والاجتماعية ؟ ومن يعتذر للشعب الأردني عن مغالطات وزير الداخلية بحق المطالبين بالإصلاح وهو يعلن أن الشعارات المرفوعة لا تفرق بين الإصلاح وهدم الدولة، وأنها تعبر عن عدم الوعي السياسي، وتضر بواقع الدولة الأردنية، وأن الحراك الشبابي ودعاة الإصلاح الذين نظموا الاعتصام المفتوح الجمعة الماضية كان هدفهم الانتقال للمرحلة الثانية من الحراك الشعبي وهي إسقاط النظام، وأن المعتصمين كان لديهم نية مبيتة لحدوث عنف وقتل ودم لتحقيق أهدافهم، إلى آخر المغالطات التي هي من نسج الخيال، وتتناقض مع المشاعر الايجابية التي عبر عنها في لقائه مع قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي قبل أيام . ومن يعتذر للشعب الأردني عن السفه الإعلامي، والتعبير السقيم الذي مارسته بعض الإذاعات الرسمية وشبه الرسمية التي تتظاهر بالحرص على الوطن وأمنه وسلامته، وهي في حقيقة الأمر تهدد أمنه ووحدته الوطنية؟ ومن يعتذر للشعب الأردني عن سياسة التجييش والتحريض التي امتهنها بعض محترفي التسلق والارتزاق دون أن يجدوا في السلطة التنفيذية من يضع حداّ لتطاولهم على أعراض المواطنين ومقاماتهم ؟ هذه نماذج تصنف جميعاً في قائمة الجرائم، لم ترتكب بحق دعاة الإصلاح فحسب، ولكنها تطال الوطن بمجموعه، حيث تمس وحدته الوطنية، وأمنه الوطني، وقيمه التي يعتز بها، وصورته على الصعيدين في الداخل والخارج ؟ يقيناً نحن لا نعتقد أن في السلطة التنفيذية من يمتلك الجرأة الأدبية للاعتذار عن هذه الخطايا، بالتوقف عنها، ومحاسبة مرتكبيها، إلا أن يفتح باب السماء عن حكومة إنقاذ وطني تؤسس لمرحلة جديدة يعاد فيها كل شيء إلى نصابه فعسى أن يكون ذلك قريباً .

مواضيع قد تعجبك