للاسف ان أمراض الولاءات الفرعية الضيقة ما تزال تضرب أطنابها وتغرس شوكتها في خاصرة البعض الذي يتباهى بها مشكلةً أزمة أخلاق وقيم لا ينفع معها دفن الرؤوس في الرمال والتغاضي عنها ، لأن هذا "البعض" يمارسها "بجهالة" كإحدى متطلبات التميز والمفاضلة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الجلسات والنقاشات الاجتماعية والحوارية غير المعلنة ، ذلك البعض الذي يعتمد على مزاجية التصنيفات الفكرية الناقصة المثقلة بحمولات ناريه أتهامية تشكك في الأصل والمنبع و الولاء للوطن ، وهذا التشكيك من بذور التفرقه والفتنة ، فهو جمرة من تحت رماد ستطل برأسها مع أول نسمة هواء لتشتعل مع أي أطروحات مناطقية يدعو لها البعض عن قصد أو غير قصد
هؤلاء "البعض" وللاسف لا يفهمون أن الذي يتغنى بذلك ليس إلا إنسان جاهل ، وهو شخص لا يملك في تفكيره هوية جامعة تميزه ، كي تكون هي الوسيلة الوحيدة التي يتفاخر بها ، أما الإنسان المثقف والمتعلم يبتعد عن هذه التصنيفات الملغمة والتشكيك بالوطنية لأنها من سلوكيات الجهلة الذين لهم مواقع "إنترنتية" وصفحات "فسبوكية" موبوءة تزيد الفرد تعصباً وتعمقاً في الانطواء و الفردية والأنا المناطقية و القبلية وتدخله في عداوة ونزاعات وممارسات عنصرية مع الآخرين .
أنا شخصياً لا أرى أي تنقيص في أن يحب المرء منطقته وعشيرته بل ويتفاخر بهما ، أو يميل إلى أناس من أبناء منطقته يحملون نفس التربية و الذكريات والثقافة ، أو أن يكتب المرء ما يجول بخاطره يصف من خلاله حبه لمنطقته او عشيرته أو يتغنى بها ، شريطة أن لا يتجاوز حب المنطقة او المنبت او العشيرة حب الوطن وكل مكوناته بعيداً عن تطبيق السلوكيات العنصرية والتحيز لولاءات فرعية ضيقة ، والتي هي من الأمور الخطيرة في حياتنا وتعتبر ظواهر قاتلة للمجتمعات وتعد احد أسباب الفتنة .
لننتبه إلى بعض الأيادي الخفية التي تحاول العبث بنا في الظلام وتبذل المحاولة تلو الأخرى بهدف بث خطاب الكراهية بين أبناء الشعب الواحد تحت غطاء مفاهيم متخلفة معيبة ، تنم عن عقدة مزمنة وشعور واضح بالنقص والدنيوية ، لذلك نجد هؤلاء يحاولون المساس بسمعة مكوناتنا الاجتماعية الأصيلة والتي لها جذورها ألضاربه في البلاد والمجتمع ولها كامل الحقوق ولا تختلف بشيء عن أحد من أولئك المرضى المتفاخرين بجهلهم بل ربما تكون أكثر وطنية وانتماء منهم.
واخيراً فالمهم أن نعلم أن تلك الأصوات المجعجعة الجاهلة غير الأخلاقية ستظل ظاهرة خافتة ضعيفة سرعان ما تختفي مهما حاولت أن تضخم من نفسها وتبث سمومها ، لأن الناس أصبحت تعي حجمها الحقيقي ،ولذا وجب علينا اجتثاث كل من يفكر بالفتنة ، او يلف لفيفها بوطنية شفافة ، لأن أبناء الوطن الغيارى على وحدته وتماسكة اصبحوا يعون حقيقة هؤلاء الشرذمة والحمد لله .
فدعوها فإنها منتنة .




