*
الاحد: 21 ديسمبر 2025
  • 05 تموز 2018
  • 10:29
الاختيار الخاطئ
الكاتب: د. بثينة محادين
الاختيار الخاطئ

لا يوجد بديلا عن الاختيار فالبديل ذاته يحتاج الى اختيار. والحرية تكمن في اختيار ما تجده مناسبا مستفتيا عقلك وقلبك. ومجرد رضاك عن اختيار ما هو انتصار لذاتك وإعلان لحريتك التي اختارت الأفضل.

في كل ثانية نخضع للاختيار، أبسط مثال على ذلك الأكل واللباس والموسيقى والخروج أو عدمه وخلاف ذلك. وليس هناك قدرة كقدرتنا على الاختيار، لكن ما يميزنا هو حسن الاختيار حيث الحكمة والعقل.

 وعلى الرغم من حرصنا الدائم على اختيار الصحيح لكن لا يخلو الأمر من موعد مع الاختيار الخاطئورغم الرهان الذي نعقده مع ذواتنا في كل مرة إلا أننا نخون أنفسنا طمعا منا في فرص أجمل وصفقات أنجح.

فكثرة البدائل المطروحة أحيانا تدخلنا في عصف ذهني يشبه تماما البركان، حيث التداخلات الفكرية المقترحة لكل قضية والتي تنتظر البت فيها، أو اختيار بديل لها، أو أنها ليس لها بديل، وفي كلا الاختيارات تتدخل الأحلام والطموحات كخط دفاع عن صانع القرار متسللة لأفكاره، وتساعد في الكشف عن شخصيته دون أن يعلم، مرتدية لباس الاختيار الحكيم لبدائل متعددة، وفي الواقع هي جاءت لتحد من الرفاهية في الاختيار.

 بعض الطموحات قد تقتلها بعض الاختيارات، فعندما يكون الاختيار خاطئا يسرق منا أشياء لا تعوض ولا يمكن استرجاعها، تماما كاللص الذي يسرق أجمل ما نقتنيه مخلفا وراءه الندم والخوف الذي يزعزع الثقة في النفس.

عندما يكون الاختيار خاطئا تبدأ الهشاشة بالنهش في أجسادنا لنصاب بالإرهاق والذبول وتتسلل إلينا الشيخوخة سريعا لتغير ملامحنا وتسرق ربيع قلوبنا، وصحتنا، وأجمل أيامنا، ونشعر بغربة حتى عن أنفسنا التي نبحث عنها، ويضيع شعور الاستقرار والأمان. وتجعلنا كالسجناء في مقبرة ذاكرة الحكايات القديمة.

اجعلوا جميع قراراتكم تخضع للفحص قبل اتخاذها. دققوا جيدا قبل اتخاذ قراراتكم، ولا مانع من ارتداء نظارات ثلاثية الأبعاد لتزيد الرؤية وضوحا. وإياكم أن تكونوا ضحايا لاختيار خاطئ.

مواضيع قد تعجبك