*
السبت: 20 ديسمبر 2025
  • 03 يناير 2023
  • 10:36
اضطراب الهوية الجنسية   GD
الكاتب: د. رانيا اسماعيل
اضطراب الهوية الجنسية GD

هناك بعض الاضطرابات التي تصيب الإنسان  ولا زال الحديث فيها جدليا،  ومنها اضطراب الهوية الجنسية والذي يعد  اضطرابا جنسيا  و ليس مرضا  عقليا أو نفسيا . ومن أعراضه أن  يعاني الشخص  معاناة (ليست اختيارية ) من  عدم رضا من جنسه التشريحي الذي خلق به  عند الولادة (الأعضاء الجنسية الظاهرة ) وبين هويته الجنسية  (الاحساس الداخلي للفرد بنوع جنسه) ، فيشعر بالتناقض  القوي بين ما هو عليه وبين ما يشعر به ، كما يكون لديه  شعور فطري  في الانتقال والتحول  من جنسه  إلى الجنس الآخر ،  للخلاص من انقسام الذات الشديد الذي يعيشه ، ويرغب بالتخلص من أعضاءه الجنسية الظاهرة  ،و منع تطور خصائصه الجنسية الثانوية ، والحصول على الأعضاء التناسلية والخصائص الجنسية الثانوية للجنس الآخر . كما يلبسون ويتصرفون ويتكلمون وكأنهم من الجنس الذي يرغبون أن يكونوا عليه .

يبدأ  هذا الاضطراب في مرحلة   تطور الجنين في رحم أمه ، و يبدأ بالظهور عند الذكور في المراحل العمرية المبكرة  . وهو أكثر شيوعاً عند الذكور من الإناث . والجدير بالذكر أن أعراض اضطراب الهوية الجنسية لدى الذكور أو الإناث تكون  أكثر وضوحًا في سن المراهقة . وما زالت مسببات اضطراب الهوية الجنسية غير معروفة بدقة  وغير مفهومة ، ولكن يجمع العلماء  أن الاضطراب  ينشأ من ارتباط بيولوجي اجتماعي معقد ، له علاقة بالجينات والهرمونات و البيئة واسلوب التنشئة الاجتماعية وخبرات الطفولة والمراهقة ، وقد يكون واحد من هذه الأسباب هو المسيطر  وقد تكون  الأسباب مجتمعه معا .

يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب بمن يعانون منه  إلى صراعات ومشاكل وتعقيدات وتعطل  بحياتهم و علاقاتهم مع العائلة  والأصدقاء  والزملاء في مختلف جوانب حياتهم اليومية . كما يتم  رفضهم من المجتمع وبالتالي  تتكون لديهم الصراعات الشخصية والنفسية  ، و تظهر  عليهم أعراض الاكتئاب والقلق و المخاوف  و العزلة ، وتدني  تقدير الذات  ، والانقطاع عن النشاطات والعمل و الدراسة  ،  وأحيانا اضطرابات تعاطي المخدرات ، والشعور السلبي بالحياة ، وزيادة خطر إيذاء النفس وبالتالي الانتحار بمراحل متقدمة .

الكثير من المصابين باضطراب الهوية الجنسية يلجؤون  ببعض البلدان المؤيدة للتدخل الجراحي  ؛ للتحول من جنس لآخر .  وليس من السهل لدى  الأطباء إجراء عمليات التحول الجنسي ، إلا بعد أن   يتم اجراء اختبارات اضطراب الهوية الجنسية ، على  أن تكون هذه الاختبارات شاملة ومتكاملة من الناحية  النفسية والطبية (فحوصات  الكروموسومات ، الهرمونات ، والحمض النووي  ، والفحوصات النفسية  المكثفة ) للتحقق من أسباب الاضطراب  ونتائجه  . و  كل حالة تختلف  بطريقة علاجها عن الأخرى وهذا ما يحدده  فريق الأطباء والشخص نفسه ،فالبعض يتجه للعلاج بهرمونات الذكورة والأنوثة  للتخفيف من أثر الحالة ، والبعض  الآخر يتجه لتغيير كامل من خلال التدخل الجراحي الذي يعد من اكثر التدخلات تكلفة مادية .

من المهم أن نكون حريصين كأولياء امور  للطريقة التي نتعامل بها مع أبناءنا منذ الصغر ، فكما ذكرت سابقا إن لطريقة التنشئة دور مهم في تحديد الهوية الجنسية للطفل ولكنها ليست السبب الوحيد ، من المهم أن نلتفت للمشاكل السلوكية والانفعالية التي قد تحدث مع أبناءنا بمرحلة الطفولة ونعالجها بالتدخلات المبكرة اذا أمكن ولا نتجاهلها ، فليست كل مشاكل الطفولة تختفي مع الوقت .

[email protected]

 

 

مواضيع قد تعجبك