*
الثلاثاء: 23 ديسمبر 2025
  • 17 فبراير 2013
  • 20:24
الفرنجي برنجي
الفرنجي برنجي
خاص بـ"خبرني" كتب - ابراهيم شاهزاده   يضرب هذا المثل لكل شيء نراه افضل في الغرب مما هو اقرب الينا وكلمة برنجي تركية الاصل وتعني حسن او ممتاز. اسوق هذا المثل بمناسبة استقالة بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر اعتبارا من نهاية الشهر الحالي شباط فبراير والضجة التي رافقت وترافق هذه الاستقالة من وصف البعض لها بالشجاعة والتواضع بينما يرى آخرون ان هذه الاستقالة تنزع عن هذه المكانة اللاهوتية طابعها المقدس . وبغض النظر عن الاسباب التي ادت الى استقالة البابا وهي الاستقالة الرابعة للباباوات خلال الف عام والرابعة منذ نحو ستة عقود فان في عالمنا العربي والاسلامي والمسيحي والافريقي من قدموا استقالاتهم عن طيب خاطر وهم في اوج عطائهم وابدأ بسوار الذهب. المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب الرئيس السايق للجمهورية السودانية الذي قضى ردحا من الزمن بيننا هنا في الاردن وتحديدا في كلية الاركان استلم مقاليد الحكم في السودان في النصف الاول من عام 1985 بمباركة من قادة الانتفاضة السودانية حينها والاحزاب والنقابات ثم قام طوعا بتسليم السلطة للحكومة السودانية المنتخبة برئاسة الصادق المهدي ورئيس مجلس السيادة احمد الميرغني بعد نحو عام واعتزل العمل السياسي والعسكري ليتفرغ لمنظمة الدعوة الاسلامية كامين عام لها. ولو بقي في الحكم بعد مباركة معظم السودانيين له لما شهدنا السودان يقسم الى سودانين. اما الثاني فهو رابع رئيس لوزراء لماليزيا مهاتير محمد الذي قدم ايضا استقالته طوعا عام 2003 بعد ان حول بلاده من دولة تعتمد على الزراعة الى احدى نمور دول جنوب شرق آسيا فاصبحت ماليزيا في عهده دولة صناعية متقدمة يساهم فيها قطاعا الاقتصاد والخدمات بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي وتعتمد على صادرات السلع المصنعة وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي في عهده من نحو الف وثلاثمائة دولار الى نحو تسعة الاف دولار عام 2003 في العام اي بزيادة بلغت اكثر من سبعة امثال وانخفضت نسبة البطالة الى 3%. واعتبر من اعظم القادة السياسين والاقتصادين في العالم. وبالمناسبة فان مهاتير محمد هو ذات الشخص الذي لم يأبه لاسرائيل والدول التي تساندها فهو الذي قال في خطاب ناري امام منظمة المؤتمر الاسلامي " بان كل المشكلة هم اليهود فنحن المسلمون متسامحون " فوصف بعد ذلك بالبطل والشخصية الرجولية اما الثالث فهو نلسون منديلا اول رئيس اسود لجنوب افريقيا التي شهدت خلال فترة حكمه انتقالا كبيرا من حكم الاقلية الى حكم الاغلبية وقرر عام 2004 ترك الحياة العامة وقضاء ما تبقى له من عمر بين عائلته. وقد اختارته الامم المتحدة عام 2005 سفيرا للنوايا الحسنة وتلقى عددا كبيرا من التكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم. ورغم معارضته للسياسات الخارجية الاميريكية في عهد الرئيس جورج بوش الابن الا ان بوش اصدر قرارا بشطب اسم منديلا من لائحة الارهاب في الولايات المتحدة وليس بعيدا عنا البطريرك الماروني اللبناني الكاردينال نصر الله بطرس صفير الذي انتخب عام 1986 وقاد الكنيسة المارونية خمسة وعشرين عاما الى ان قدم استقالته عام 2011 بداعي التقدم بالسن ويقال بانه احد المرشحين لخلافة البابا بنديكتوس واجزم بانه لن يتقدم للترشيح في عالمنا العربي زعماء ارتضيناهم ونرتضيهم واحببناهم وما زلنا نحبهم وآخرون تشبثوا وما زال البعض منهم يتشبث بالكرسي ولو على حساب الحجر والبشر.

مواضيع قد تعجبك