خبرني – يمثل منتج شركة هواوي "Kirin 970"، أول منصة حوسبة بالذكاء الصناعي للأجهزة الذكية في العالم، ونقلة للمستقبل كانت ضربا من الخيال سابقا.
ودخلت هواوي بقوة إلى مجال "الذكاء الصناعي" أو تقنية الروبوتات كما يسميها البعض، فأخذت على عاتقها بعد إطلاق الكثير من الهواتف الذكية التي لاقت نجاحا ساحقا، مهمة تحويل الهواتف الذكية إلى هواتف ذكية جدا، تتطور ذاتيا، وتتعامل مع المستهلك بأدق تفاصيله الشخصية بحسب ما يفضل وبحسب خياراته المبنية على تحليل دقيق لكل جزء من الاستخدام.
ولم تكتف هواوي بتطوير تقنية الذكاء الصناعي، وإنما قررت تطبيقها على أجهزة الهواتف الذكية، لتكون أقرب إلى روبوت أو مساعد شخصي، وتخرج من كونها جهازا ذكيا يعمل على تنفيذ الأوامر وتطبيقها.
وحيث أنه يصعب على المستخدم العادي استيعاب آلية عمل الذكاء الصناعي، إلا أنه بكل تأكيد سيلمس الفرق عند الاستخدام، ومنذ اللحظة الأولى.
ولتبسيط الموضوع، عند تشغيل موقع الفيديو "يوتيوب" نجد أن الاقتراحات التي يقدمها الموقع مقاربة لذوقك ولاختياراتك، وكلما كانت مدة استخدامك للموقع أطول، كانت الاقتراحات أدق.
فالموقع يقدم هذه الاقتراحات بناء على تحليل ودراسة اختياراتك السابقة، وتحديد نسب مشاهدات كل موضوع، وحتى المدة الزمنية التي تستغرقها في مشاهدة كل فئة.
بالتأكيد فإن الموضوع ليس بهذه البساطة، فالذكاء الصناعي معقد للمطورين فقط، إلا أنه لن يظهر تعقيدا للمستخدم النهائي، حيث ترجمت هواوي التعقيد الذي تمتاز به تطبيقات الذكاء الصناعي إلى منافع جمة تستهدف كافة وظائف الأجهزة الذكية، لتقدمها إلى المستخدم النهائي على شكل تقنية مستقبلية تتيح له أقصى استفادة، بأقل جهد.
ففي مساحة 1سم فقط من Kirin 970، سيجد المستخدمون ما يزيد على الـ5.5 مليار ترانسيستور، يزيد من فعالية الأداء بأشواط كثيرة، ما يجعل من صغر الحجم أولى مزايا منصة هواوي.
وهذه المنصة، ستحسّن العديد من الوظائف الداخلية للأجهزة، مثل قدرتها الهائلة على تحسين عمل الكاميرا، من حيث التصوير في ظروف الإضاءة المعاكسة، وسرعة الالتقاط التي تجنب المستخدم خسارة اللقطات اللحظية، وليس آخرا إلغاء مفهوم الصور المشوشة، فنسبة الوضوح ستزيد بأضعاف بفضل زيادة سرعة الالتقاط ودمجها مع ثبات مبهر للصور.
أما تفعيل الوظائف المتعددة للأجهزة أو "الأداء"، فستصل نسبة التحسن فيها إلى 25 ضعفا على الأقل، أما الكفاءة فلن تقل نسبة التحسن فيها عن الـ50 ضعفا.
وستعمل تقنية هواوي الجديدة على تقليل نسبة استهلاك الطاقة بشكل كبير، على سبيل المثال لن يستهلك التعرف على 100 صورة 0.19% من البطارية، وهي نسبة خارقة مقارنة بما تستهلكه المعالجات التقليدية عند أداء نفس الوظيفة.
وفي اختبار بسيط، تمثل في التعرف على 200 صورة في الدقيقة، تغلبت هواوي على الشركتين الأكثر منافسة، سامسونج بفئة Galaxy S8 وايفون بفئة 7Plus، بتحقيق سرعة وصلت إلى 5 أضعاف.
من هنا، أصبحت الصفة العامة لتقنيات هواوي هي الذكاء المطلق، والتطوير المستمر، فلا تؤمن الشركة بحدود المنطق، ولا تتوقف عند حاجز المستحيل، متخذة من الخيال العلمي قدوة.
ففي فيلم I Robot لـ "ويل سميث" تناول الموضوع بعمق مع الكثير من التشاؤم، فكان بناء "دماغ آلي" بداية انطلاق لاستقلال الرجال الآليين واستعدادهم لحكم البشر وأخذ القيادة.
ولكن في البداية أظهر الخدمات الكثيرة التي تقدمها هذه التقنية، ومنها العمل في المنزل، ترتيب الحديقة، وحتى المشي مع كبار السن. نأخذ من الفيلم التصوير الدقيق لما يمثله الذكاء الصناعي المستقبلي، وكيف سيكون في خدمة البشر وزيادة الإنتاجية بتكاليف وجهد أقل، لكن هذه التقنية كانت بعيدة التطبيق بشكل موسع حتى وقت قريب.
هذا التفصيل "التخيلي" لتقنية الذكاء الصناعي يتجسد في حجم وحدة التحكم أو ما يسمى الدماغ الآلي هائلا، بحيث لا تكون الأجهزة مستقلة، وإنما مرتبطة بوحدة واحدة هائلة الحجم تمثل الوحدة الرئيسية، لكن هواوي جاءت لتنسف المعتقدات الهوليودية بالكامل، حيث أنها اختزلت "الدماغ الآلي" هائل الحجم في شريحة تكاد لا ترى بسهولة، وقررت إدخالها في جهازها القادم Mate 10، لتعلن للجميع أنها لن تنافس سوق الأجهزة الذكية بعد الآن، وإنما قررت إنشاء حلبة منافسة خاصة بها.
بالإضافة إلى ذلك، تجسد Karin 970 قطعة مستقبلية بتقنية غير موجودة في واقعنا الحالي، وكأن هواوي سافرت عبر الزمن ونسخت تقنية ستظهر مستقبلا، وطبقتها ببساطة في جهاز ذكي.
وحيث يصعب تخيل أمر "تفكير الأجهزة"، أو "إدراك الآلة"، إلا أن أحد لا ينكر أن الكهرباء في يوم من الأيام كانت ضربا من الخيال، وأن الطائرات والوصول إلى القمر كان مثلا للجنون!، فتقنية هواوي الجديدة، كانت ضربا من الجنون وتحولت إلى "قمة العقل".
يذكر أن شركة هواوي عملت على تطوير تقنية الذكاء الصناعي لأكثر من 10 سنوات، وما تزال تعتبر هذا المجال في بداياته لكثرة التطبيقات التي يمكن أن يتم دمجه خلالها، ونظرا لسعة التوقعات المبنية على هذه التقنية تحديدا.




