*
السبت: 20 ديسمبر 2025
  • 30 ديسمبر 2012
  • 15:33
محمد العبّادي  بعد 50 سنة فن مازلتُ أسكنُ بالإيجار
محمد العبّادي بعد 50 سنة فن مازلتُ أسكنُ بالإيجار
خبرني- يختصر الفنان محمد العبادي حال الفنان الاردني عبر سيرته وارائه التي عبّر عنها في حوار أجراه مع الصحافي طلعت شناعة في صحيفة الدستور ولمن لا يعرف هذا النجم الكبير نورد بعضا من سيرته: فمحمد العبادي ممثل أردني من أبرز الممثلين الأردنيين في اواخر الستينيات من القرن الماضي . من أعماله التلفزيونية الكثيرة مسلسل "الحطب والنار"، "الدرب الطويل"، نمر العدوان 1977 مع المخرج صلاح أبو هنود و"طرفة بن العبد" وهو من أشهر أعماله، وقد جسد فيه دور الشاعر الجاهلي طرفة، وعرضه التلفزيون الأردني سنة 1984. كما ان العبادي، لعب دور البطولة في "أول" مسلسل أردني "باب العمود" عام 1968 ومن ثم توالت الأعمال وبرز العبادي من بين أهم الممثلين الأردنيين. شارك في بطولة العديد من المسلسلات العربية البدوية والتاريخية وبرع في كلا المجالين. ميزة الفنان محمد العبادي انه كان النجم الأول في الغالب إن لم يكن كل المسلسلات التي قام بها.  وفيما يلي نص الحوار: غير متفائل * بداية، هل ترى أملا في السينما الاردنية، كما نسمع عنها حاليا؟ ـ احيانا أشعر، ببادرة أمل بصناعة سينما في الاردن. واحيانا اخرى أشعر أن ما تقوم به الهيئة الملكية للأفلام مجرد احتضان للمواهب والهُواة واصحاب التجارب الجديدة، وهي مسألة غير مقتعة بايجاد سينما حقيقية، لأسباب عديدة أبرزها التكاليف العالية للفيلم وكذلك قضية الجدية في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. مع كل الإحترام والتقدير للدور الذي تقوم به « الهيئة الملكية للأفلام». وربما كانت هناك أسباب لا تتعلق فقط بالهيئة فقط. * لكنك شاركت في فيلم» الشراكسة» وكذلك فيلم « الفيس بوك» للمخرج الدكتور محي الدين قندور. ـ نعم ، شاركت في « الشراكسة» والفيلم جيد ونجح نقديا وجماهيريا. وكنتُ مرشحا للمشاركة في فيلم» صهيل الصحراء» ومعلوماتي ان الفيلم لم يحظ بموافقة رسمية ومعلوماتي ان الأتراك طلبوا تحويل القصة اليهم وهو يتناول دور المخابرات في التصدي للتهريب. اما مشاركتي في « الفيس بوك» فهو دور قصير وجاء مجاملة للصديق المخرج قندور. وكما ترى فإن الظروف غير مبشّرة. هناك تجميد لأعمال يمكن ان تكون مهمة، مثل الجزء الثاني من « الشراكسة» الذي كنتُ سأُجسّد فيه دور المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول. هي مشاريع كثيرة ومعوقات كثيرة وصعوبات تتحول الى عوامل احباط للفنان. الاذاعة افضل * كم عملا قدمت في العام 2012 ؟ ـ لم أُقدم خلال العام سوى عملا واحدا هو مسلسل» توم الغُرّة» وهو عمل بدوي أُؤدّي فيه دور شيخ قبيلة. لكنني قدمت العديد من الاعمال للاذاعة الاردنية كتابة وتمثيلا. وقد لا يعرف كثيرون، أنني كاتب درامي ايضا. الإذاعة الاردنية عادت للدراما بعد ان ظلت مقفلة الابواب منذ عام 2007. وهذه العودة تُحسب لمدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون رمضان الرواشدة. كتبتُ مسلسلين وتم تنفيذهما. وشاركتُ في ثلاثة أعمال أخرى كتبها آخرون. حالة غير مسرحية * أنت ممثل مسرحي أيضا ، لكنك نادر العمل بالمسرح، لماذا؟ ـ لم اقدم عملا مسرحيا منذ سنوات لعدم توفر النّصّ المناسب. حيث اننا نعيش حالة غير مسرحية، باستثناء الموسم المسرحي لوزارة الثقافة وهي حالة تنتهي بعد عشرة ايام ولا تعبر عن الفهم الحقيقي للمسرح. ولهذا « أنا معتكف» عن المسرح. آخر أعمالي المسرحية ، كانت مسرحية حول» عرار» التي بذلتُ فيها جهدا سواء في التحضير او التمثيل لمدة سنة ولم تُعرض سوى لمدة يومين فقط. * أين المشكلة في استمرار الحالة المسرحية من وجهة نظرك؟ ـ المشكلة متعلقة بالقاعات المفتوحة طوال العام. لدينا المركز الثقافي الملكي وقاعاته محجوزة لمناسبات غير المسرح. وانت مقيّد بمواعيد محدودة وقليلة. شيخ القبيلة والتكرار * لماذا لم نراك في السنوات الاخيرة، الا في دور «شيخ القبيلة»، كأنك استسلمت لهذا الدور؟ ـ ربما بسبب التقدم في العمر، فأنا لا يمكن ان اقدم الا هذه الشخصية التي تجاوزت الخمسين عاما. وكذلك ، بسبب تاريخي وتجربتي الطويلة في تقديم الادوار والاعمال البدوية واصبحت لدي خبرة في تجسيد هذه الأدوار. بتُّ أفهم الشخصية اكثر وشيخ القبيلة هو الزعيم والفارس الذي يدين له الرجال من ابناء القبيلة بالولاء. وهو ليس مجرد رجل كبير في السن. وهو يمتاز بالكرم والحكمة. * بعض الممثلين يتقمصون الادوار التي يقدمونها ويتأثرون بها، هل مازلت تتأثر بالشخصيات التي تؤديها؟ ـ كان ذلك في الماضي. كنتُ أتأثر بالشخصيات نفسيا وكنت اعيشها واعيش تصرفاتها. وكنا ندرس الشخصيات ونتعايش مع اصحابها في الواقع. الآن ، تغير الحال، مجرد أداء ولا تأثّر ولا ما يحزنون. واستطيع القول ان العملية أصبحت الآن مجرد عمل من أجل لقمة العيش فقط. * كيف يمكن ان تقول هذا ، لماذا لا ترفض تكرار الشخصيات؟ ـ إذا رفضت، فذلك يعني أن أجلس في بيتي وأن أتقاعد من العمل. الظروف الحالية لا تسمح بالرفض والتعمّق في الاختيار.!! بصراحة، وصلت الى مرحلة بتُ أبحث عن عمل بديل للتمثيل. احترام فقط * ما هو الدور الذي تتمنى اداءه بعد رحلتك الطويلة مع الفن؟ ـ قد تستغرب أنني لا أتمنى دورا. قبل أكثر من ثلاثين سنة قدمت دور « طَرَفة بن العبد» وكنت مبهورا بالدور الذي كتبه الدكتور وليد سيف وتقمّصت الشخصية . اكرر حدث ذلك قبل 33 سنة. * ماذا أعطاك الفن؟ ـ اعطاني احترام الناس والمشاهد العربي الذي بات يعرفني. اما ماديا فلا أزال أسكن بالايجار، واعيش بقوت يومي. * لماذا لن نرك مثل فنانين آخرين خرجوا الى الدول العربية وصاروا نجوما هناك رغم انك لا تقل عنهم موهبة؟ ـ حدث في الماضي عندما شاركت في اعمال «سورية» مع المخرج نجدت انزور. لم تشغلني قصة التمثيل في مصر وكنت اخشى إن ذهبت أن يتم التعامل معي من « الصفر» بعكس ما انا هنا. وقد ترسخ في الاذهان انني ممثل الادوار البدوية اكثر من الادوار والاعمال الاجتماعية. * اشارة الى الاتفاقية التي جرت بين نقابة الفنانين ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون، ماذا تريد انت من هذه الإتفاقية؟ ـ أتمنى ان يكون الانتاج حقيقيا والا تُنتج الأعمال بما دون المستوى الذي يستطيع ان ينافس الاعمال العربية. واخشى ان يكون ذلك ، مجرد رد فعل وان ينعكس سلبا على مستقبل الدراما الاردنية . ذكريات رحل الفنان محمد العبادي الى الماضي البعيد واشار الى انه جاء الى عالم الدراما في فترة مبكرة من حياته ابان حقبة الخمسينيات من القرن الماضي عندما كان فتى ما زال على مقاعد الدراسة. وقال انه بحكم اقامته انذاك مع اسرته في منطقة «راس العين» القريبة من وسط العاصمة شاهد العديد من الافلام السينمائية والعروض التمثيلية التي كانت تقدم على مسارح وصالات دور السينما مثل : البتراء والحمراء تاثر بالكثير منها وهو ما ولّد لديه الشغف بهذا النوع من الابداع . واضاف ان تلك الفترة التي كانت تحتشد بالحراك السياسي على خلفية تحولات القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي اسهم ايضا في صقل موهبته بان تكون منسجمة مع الاوضاع السائدة بالمنطقة حيث اخذ في تغذية معرفته بصنوف القراءات من خارج المناهج الدراسية وتعرّف على امهات الكتب الفلسفية والفكرية . ولفت الى ان ذلك تزامن مع زخم في النشاط الرياضي والثقافي والفني عندما قدم مع اقرانه من الطلبة مجموعة من البروفات التمثيلية لواحدة من المسرحيات المدرسية التي انطلق منها الى الانضمام لاحدى فرق التمثيل المسرحي للهواة في اوائل عقد الستينيات من القرن الفائت ضمت حسين ظاظا والمخرج ابراهيم الخطيب وعودة الفلاح بعد ان جرى اختباري في مشهد تمثيلي تاريخي مستمد من مسرحية «الملك اوديب» عن نص لتوفيق الحكيم . خطوة اعتبر العبادي ان تلك التجربة شكّلت اولى خطواته على طريق الدراما واطلعته على الوان من فنون الاداء الدرامي ومنهجياته ضمن امكانيات بسيطة متاحة، حيث عمل ضمن هذه الفرقة مسرحية (ابطال من فلسطين) وكانت عبارة عن مجموعة من الاسكتشات التمثيلية تروي جوانب من الواقع الذي تعيشه الامة العربية بعد نكبة فلسطين 1948 . وبين انه عقب ذلك شارك في تأسيس فرقة مسرحية قدمت مع جماعة المسرح الاردني الحديث العام 1963 مسرحية (المدينة الزائفة) المستمدة عن مسرحية الكاتب الفرنسي موليير المسماة (البرجوازي النبيل) ، وايضا مسرحية (البيت الصاخب) للكاتب السوري وليد مدفعي، ومسرحية (غرفة على السطح) التي تناولت معاناة العمل الصحفي . واشار العبادي الى انه بمجيء فرقة اسرة المسرح الاردني الحديث بقيادة المخرج هاني صنوبر، استطاع ان يجتاز عتبة جديدة في مسيرته الدرامية، حين بدأ يقدم ادوارا وبرامج تمثيلية مع اعضاء فرقة صنوبر في الاذاعة الاردنية الى جوار اسماء لامعة في تلك الفترة مثل: نبيل واسامة المشيني واديب الحافظ وقمر الصفدي وعمر قفاف ومارغو ماتجليان ونبيل صوالحة ومهدي يانس وبهاء ابو طه. ورأى في انطلاقة التلفزيون الاردني العام 1968 بمثابة الحلم في البدء بتحقيق دراما تلفزيونية بعد ان كان العديد من التمثيليات يجري تقديمها بطواقم فنية وتمثيلية من لبنان ومصر ، الى ان اتيحت له فرصة تقديم اول عمل تلفزيوني بادارة المخرج عدنان الرمحي في مسلسل (باب العمود) الذي كتبه الراحل امين شنار وعرض في 13 حلقة.  

مواضيع قد تعجبك