وفقا للقانون الجديد، إذا اقتنع رئيس الوزراء في إسرائيل، استنادًا إلى رأي مهني، بأن مراسلا أو مذيعا أجنبيًا يهدد أمن الدولة، يمكن لوزير الاتصالات بموافقة رئيس الوزراء وموافقة لجنة وزارية أو الحكومة، أن يأمر بتعليق بث الوسيلة الإعلامية التي يعمل فيها هذا المراسل أو المذيع، وإغلاق مكاتبها، ومصادرة المعدات المستخدمة لتقديم محتواها، وحظر موقعها الإلكتروني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تكليف وزير الدفاع باتخاذ إجراءات تقنية لمنع استقبال البث عبر الأقمار الصناعية، بما في ذلك في الضفة الغربية.

أما فيما يتعلق بتوزيع محتوى يُنشئه المستخدمون عبر الإنترنت، فيمكن لوزير الاتصالات – بموجب القانون الجديد - أن يأمر بتقييد الوصول إلى البث المباشر للقناة الأجنبية، التي يُراد وقف بثها، على المنصة الإليكترونية التي تستخدمها.

وبحسب ذلك القانون، يمكن اتخاذ قرار الإغلاق بعد الحصول على رأي واحد على الأقل من جهة أمنية واحدة، بمجرد الطلب من جميع الوكالات الأمنية في إسرائيل تقديم آرائها بشأن ما إذا كان بث وسيلة إعلام أجنبية ما يمس بأمن إسرائيل من عدمه، دون الحاجة لانتظار الحصول على جميع الردود.

وفي مقابلتها مع "بي بي سي" قالت ساراغوستي، التي حضرت اجتماعات لجنة الأمن الوطني في الكنيست حينما بدأت في مناقشة مشروع القانون: "لقد عبر بعض الحاضرين عن رغبتهم في تطبيق القانون على الإعلام المحلي الإسرائيلي".

 

إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي

وفي خضم الجدل بشأن ذلك القانون، صادقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على قرار بإغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي، وهي محطة إذاعية بدأت بثها منذ 75 عامًا، وتُعدّ من أهم المنصات الإعلامية في عموم إسرائيل. وبموجب القرار، من المقرر أن تتوقف الإذاعة عن البث رسميًا، بحلول الأول من مارس/آذار 2026.

وجاء هذا القرار بأوامر من وزير الدفاع يسرائيل كاتس، الذي يرى أن إذاعة الجيش أصبحت منصة للنقد السياسي، ولا تقدم فقط بثا إذاعيا مخصّصا للعسكريين. وقال كاتس في جلسة للحكومة : "عندما قررت حكومة إسرائيل إنشاء محطة بث عسكرية، كان الهدف أن تكون المحطة فمًا وأذنًا لجنود الجيش وعائلاتهم. لكن فعليًا، تحولت المحطة على مرّ السنين، إلى منبر تُسمَع فيه آراء يهاجم كثيرٌ منها، الجيش وجنود الجيش أنفسهم".

ولكن داني روش، وهو من العاملين في المحطة، والقائمين حاليا على حملة لإقناع الحكومة بالعدول عن قرار إغلاقها يقول إن "بيان الإغلاق وأسبابه واضحة. فقد قيل لنا أنه لا يحق لنا انتقاد الحكومة والتحدث في السياسة". ويتفق حقوقيون ومعارضون مع رأي روش، ويرون في الإجراءات الأخيرة انتهاكًا لحرية الصحافة وتقليصًا كبيرًا للبث الإعلامي العام المستقل داخل إسرائيل.

 

تصنيف حرية الصحافة في اسرائيل

إقرار القانون الأخير المتعلق بوسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل وقرار إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي، أثارا انتقادات واسعة داخلية وخارجية، خاصة أن ثمة من وضعهما في سياق ما وصفه بتراجع وضع الديمقراطية وحرية التعبير في إسرائيل، ما قد يؤثر على مكانتها السياسية عالميا من جهة، وعلى التعاون الصحفي بين مؤسساتها الإعلامية ونظيراتها على مستوى العالم، من جهة أخرى.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود (RSF) قد وضعت إسرائيل في المرتبة 112 من أصل 180 دولة على مؤشرها لحرية الصحافة لعام 2025، بعد أن كانت في المرتبة 101 في 2024، في ما يشكل تراجعا بنحو 11 مركزًا خلال عام واحد فقط.

منذ بدء الحرب في قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال عاملون في مجال الإعلام إن القيود على الصحفيين العاملين في إسرائيل صارت أكثر صرامة، بما في ذلك الرقابة العسكرية والتوجيهات التي تحدّ من النشر، خصوصًا في القضايا الأمنية والسياسية، وعلى راسها هذه القيود منع الصحفيين الأجانب من دخول غزة .