خبرني - أثارت وفاة شاب عراقي إثر إصابته بـ"داء الكلب" بعد عضّة كلب ضال جدلاً واسعاً، فيما تتهم عائلته الجهات الطبية بالإهمال وسط تساؤل عن إجراءات الوقاية المتبعة، وذلك بعد مرور أكثر من 40 يوماً على الحادثة.
وبحسب مقاطع فيديو متداولة، ظهر الشاب وهو يسير في أحد شوارع منطقة العامرية غرب بغداد أوائل شهر نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، قبل أن يفاجأ بكلب ضال ينقض عليه ويعض ساعده بشكل مفاجئ في وضح النهار، ثم يفرّ من المكان.
ونُقل الشاب، ويدعى حمزة ويبلغ من العمر 36 عاماً ويعمل عامل توصيل، إلى أحد المستشفيات القريبة، حيث تم تضميد الجرح وخياطته، كما تلقى مصلًا مضاداً لداء الكلب، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
بعد أسابيع من الحادثة، بدأت تظهر على حمزة أعراض مقلقة، تمثلت في ارتفاع الحرارة، والإرهاق الشديد، ورهاب الماء، وفرط سيلان اللعاب، إلى جانب نوبات هلع وآلام عصبية حادة، وهي أعراض متقدمة لفيروس داء الكلب المعروف بخطورته الشديدة.
ورغم محاولات إنقاذه، فارق الشاب الحياة بعد صراع دام نحو 40 يوماَ في واقعة أعادت تسليط الضوء على خطورة المرض والإجراءات الطبية المتبعة بعد التعرض للعضات.
عائلة الشاب حمّلت الجهات الطبية مسؤولية ما جرى، مشيرة إلى غياب الكوادر الطبية المختصة في قسم الطوارئ عند مراجعته الأولى، ومشككة في فاعلية الأمصال التي تلقاها، مؤكدة أن التدخل لم يكن بالمستوى المطلوب، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الصحة أو الجهات الأمنية بشأن ملابسات الحادثة أو نتائج التحقيقات.
وفي السياق ذاته، أفادت تقارير محلية بتزايد حوادث هجمات الكلاب المسعورة في عدة مناطق عراقية، ما أثار مخاوف واسعة بين الأهالي، ويرى مختصون أن تزايد عدوانية الكلاب يشير إلى انتشار محتمل لفيروس داء الكلب، وهو مرض فيروسي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، وتصل نسبة الوفاة به إلى 100% في حال ظهور الأعراض.
ويحذر خبراء الصحة من أن سرعة تطور المرض تعتمد على موقع العضة، إذ تزداد الخطورة كلما كانت الإصابة أقرب إلى الدماغ، مثل الوجه أو الرقبة، خاصة إذا كانت الجروح عميقة.
وأكد المختصون أن داء الكلب قابل للوقاية تماماً إذا جرى التعامل مع الإصابة فوراً، من خلال غسل الجرح جيداً بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 15 دقيقة، والتوجه العاجل إلى المراكز الصحية لتلقي اللقاحات الوقائية قبل ظهور الأعراض.




