*
الجمعة: 19 ديسمبر 2025
  • 17 ديسمبر 2025
  • 14:58
الشتاء في التراث الشعبي الأردني
الكاتب: نبيل عماري

الشتاء له طعم خاص وحلاوة وحنين وذاكرة في التراث الشعبي الأردني ، ففي (الشتوية) اعتاد افراد العائلة والاقارب والجيران والاصدقاء التحلق حول مائدة النار (الكانون) طلباً للدفء.ابو صوبة البواري وسلق الحمص البليلة والفول النابت والشمندر وشوي البلوط وتناول القضامة المغبرة والتي تصنع بالبيت من موسم الحمص وكذلك قلي العدس برائحتة الشهية هو والقلية والخبيصة وتناول القطين والزبيب والبطم ونصيات الحلاوة فهي مواد تعطي الدفء ويستمر السهر والسمر وحكاوي الغولة وجبينة وقصص ابو زيد الهلالي وزرقاء اليمامة وعنترة بن شداد وعبلة بنت مالك" "والزير سالم" و""تغريبة بني هلال"" وغيرها من قصص التراث العربي. ولا يخلو الامر من نكات وفوازير (حزازير) ، وكانت ترويهم لنا جدتي رحمة الله عليها عندما تزورنا نلتف حولها وتسولف لنا بين قصف رعد وشقعة مزراب كان كلامها حكم وكلمات لها معنى تتردد على لسانها نفهم بعضها ولكن عندما كبرنا عرفنا قيمتها جدتي وأمي وأبي الجالسون حول صوبة البواري او منقل الفحم الكانون المتوهج بالفحم يتمنون المزيد من المطر ليزيد المحصول في الموسم وأسمع كلمات أوسمت أروت يفرح أبي ولكن عندما يسمع عن محل يسأل كيف الموسم عندكو يأتي الج

الفترة الاولى : تسمى وتدوم 40 (اربعين) يوما وتسمى المربعنية.

الفترة الثانية: وهي الخمسينية، وهي بدورها تنقسم الى اربع فترات متساوية، تحمل كل منها اسم سعد، علما بان احدا لا يطلق على هذه الفترة اسم الخمسينية كما هو الحال بالنسبة للفترة الاولى ( الاربعينية) و السعود( جمع سعد)هي:

· سعد الذابح.

· سعد بلع.

· سعد السعود.

· سعد الخبايا.

وسنشرح تالياُ عن كل فترة من فترات الشتاء وعلى لسان الفلاح الأردني وفلاحو بلاد الشام

الفترة الاولى: وهي الاربعينية او (المربعنية ) كما اسلفنا وتمتد من صبيحة 23 كانون الاولى وحتى مساء الحادي والثلاثين (31) من كانون الثاني ومدتها40 (اربعين يوماً) بالتمام والكمال. والمربعنية في الثقافة الأردنية هي العمود الفقري لفصل الشتاء، فصل الخير، حيت يتفاءل الناس بمحصول وفير في المواسم التالية، وخاصة موسم الزيتون والقمح الذي يعتبر عصب أقتصاد بلاد الشام عامة والأردن خاصة . كما يحرص الفلاح الاردني على ملء البئر بمياه المطر لاستخدامها في الصيف التالي، وتسهيل القنوات للابار الزراعية المنتشرة في حقول القمح والشعير.والزيتون

وبالعادة فان التفاؤل والفرح يبتعدان اذا ما طال الطقس المشمس والريح الشرقية الخالية من الرطوبة في فترة المربعينة بدل المطر، ولكنهم يتفاءلون بمثل شعبي يقول الشرقية محراك للشتاء مع قبول المزارع ببضعة ايام مشمسة متفرقة في هذه الفترة تسمح له بزيارة ارضه واصلاح ما سببته الامطار الجارفة، وجمع الحطب وجفت الزيتون والجلة استعداداً لليالي الماطرة القادمة الى غير ذلك من الاعمال التي يسعده القيام بها تحت شمس الشتاء.

كما ان الربيع والعشب ينموان بفعل اشعة الشمس الشتوية الدافئة في هذا الموسم، فتكتسي الارض باللون الاخضر، تزينها الزهور الحمراء والبنفسجية والصفراء والبيضاء هنا وهناك، بالرغم من ان هذا الموسم ليس بموسم الإزهار.

ويتصف طقس المربعنية بانه بارد وعاصف وشتوي ، طوال فترة الإمطار، ويعتقد الكثير من المزارعين بان البرد في المربعنية له ايضاً تاثير ايجابي على المحصول الشجري في الموسم اللاحق. ويقال عن طول فترة الأمطار لزبة وجمعها لزبات وخلال المربعنية تدخل جبهات هوائية محملة بالثلوج وهنا يستعمل كلمات مثل ندف دولبت طاسة بيضاء أذان القط كناية عن كبر حبة الثلج وكذلك جعدان من صوف الخاروف

واعترافا بالطقس في هذه الفترة، واقراراً ببرودته، فان الفلاح الاردني كان دائماً يجهز البيت بالحطب الكافي لاطول فترة ممكنة استعدادا لاستقبال المربعينية. كما تشتري الام لاطفالها الملابس الشتوية او تخيطها، وتفرش البيت بالبسط المنسوجة والجواعد وتلبس الفروات ب ويحرص الكبار على شراء الملابس التي تبعث على الدفء قبل حلول موسم الشتاء.

الفترة الثانية: تسمى الخمسينية وتقسم الى اربع (4 ) فترات نفصلها فيما يلي:

السعد الاول:سعد الذابح:

ويمتد لمدة 12,5 يوم (اثنا عشر يوم ونصف)، تبدأ صبحية اليوم الاول من شباط وتنتهي منتصف اليوم الثالث عشر منه. سميت هذه الفترة بسعد الذابح بسبب كميات الامطار التي تهطل فيه بغزارة. وتقول الحكاية ان راعياً كن يرعى بقره بعيداً عن مكان سكنه، في اليوم الاول من شباط، داهمته الامطار الغزيرة دون توقف. لما لم يجد مغارة قريبة ياوي وقطيعه اليها، اضطر هذا الراعي واسمه سعد، الى ذبح بقرة من قطيعه والالتحاف بجلدها طوال فترة المطر التي استمرت اثنا عشر يوماً ونصف اليوم، مما نجاه من موت محقق. حيث كان ذبحه للبقرة والتحافه جلدها سبباً في نجاته من الامطار الغزيرة.

وعندما عاد الى اهل عشيرته استقبلوه مهنئين بعودته سالما، وبحكمته في الالتحاف بجلد بقرته بعد ذبحها، معتبرين جميعا ان ذبح بقرة من قطيعه والتحافه جلدها كان السبب الرئيس في نجاته من الهلاك،انتشرت قصة سعد وذكائه بين الناس حتى سموا هذه الفترة من الشتاء ب ""سعد الذابح"" نسبة له ولعمله. ويبدو انهم اطلقوا ايضا على الفترات التي تلي سعد الذابح والتي تساويه في طول المدة ب " سعد" ايضا مع التفريق بينهما بالصفات.

السعد الثاني: سعد بلع:

وتسمى الاثنا عشر يوم ونصف التي تلي سعد الذابح ب" سعد بلع"، وتمتاز هذه الفترة بان الارض تبتلع الامطار التي تهطل طوال

مواضيع قد تعجبك