*
الاربعاء: 17 ديسمبر 2025
  • 15 ديسمبر 2025
  • 14:59
إنجازات أردنية تتصدر آرسيف 2025 وتكريم واسع بحضور قيادات أكاديمية

خبرني - انطلقت في عمّان أعمال الملتقى العلمي التكريمي لإعلان نتائج التقرير السنوي لمعامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربي «آرسيف» (Arcif) لعام 2025، بمشاركة واسعة من رؤساء الجامعات الأردنية، وقيادات أكاديمية أردنية وفلسطينية، ونخبة من الباحثين والأكاديميين، وممثلي المجلات العلمية العربية.

وافتُتِح الملتقى بالسلام الملكي وتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قدّم الدكتور نجيب الشربجي، عضو اللجنة العلمية لمعامل «آرسيف»، والمدير العام السابق لإدارة المعرفة والبحوث والأخلاقيات في منظمة الصحة العالمية جنيف، كلمة اللجنة، أشار فيها إلى أهمية وأهداف معامل «آرسيف»، وبيّن مدى موثوقيته ودقته.

وتحدّث بعد ذلك الأمين العام السابق لاتحاد الجامعات العربية، الأستاذ الدكتور سلطان أبو عرابي، مشيراً في كلمته إلى واقع البحث العلمي العربي، وتحدياته ومشكلاته، وسبل معالجتها.

كما ألقى رئيس الجامعة الهاشمية، الأستاذ الدكتور خالد الحياري، كلمة أكد فيها أن «لقاءنا اليوم ليس مجرد مناسبة للتكريم، بل هو محطة للتأمل في واقع البحث العلمي العربي، وفرصة لتقدير الجهود التي تبذلها مؤسساتنا الأكاديمية والباحثون في بناء منظومة معرفية قادرة على المنافسة والإسهام الحضاري».

وأوضح الدكتور الحياري أن «نتائج الجامعات الأردنية في تقرير آرسيف لهذا العام تعكس تقدّماً ملحوظاً في جودة البحث العلمي والنشر الأكاديمي»، مضيفاً أن «آرسيف يمثّل نموذجاً عربياً متقدماً لرصد أثر الإنتاج العلمي المنشور باللغة العربية، ويستجيب لحاجة ملحّة لتعزيز استقلالية النظام المعرفي العربي عن المؤشرات الأجنبية».

وأشار رئيس الجامعة الهاشمية إلى أن النتائج التي حققتها الجامعات الأردنية في تقرير «آرسيف» لهذا العام تعكس مساراً واضحاً من التطور والاهتمام بالبحث العلمي، مؤكداً أن الباحث الأردني، بجهده وإصراره، أثبت قدرته على المنافسة والإبداع، وأن البيئة الأكاديمية في الأردن رغم التحديات لا تزال حاضنة للتميّز.

وأكد أن الجامعة الهاشمية، شأنها شأن الجامعات الوطنية كافة، تواصل العمل على تطوير سياساتها البحثية، وتعزيز النشر الأكاديمي، ودعم المجلات العلمية المحكّمة، وتوسيع الشراكات مع المؤسسات البحثية الإقليمية والدولية.

كما عبّر رئيس الجامعة الهاشمية عن اعتزاز الجامعة بأن إحدى الكفاءات الأكاديمية فيها كان لها دور محوري في تأسيس هذا المشروع العربي الرائد، معامل التأثير «آرسيف»، مؤكداً أن هذه الإسهامات الأردنية المضيئة تعكس الدور الحضاري الذي تنهض به الجامعات الأردنية في بناء وتطوير المشهد العلمي العربي، والدفاع عن مكانة اللغة العربية كلغة علم وبحث.

وشهدت فعاليات الملتقى جلسة علمية ترأسها الدكتور الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي، تناول فيها واقع وإشكاليات المحتوى العربي الرقمي.

كما تضمّن الملتقى محاضرة للأستاذ الدكتور سامي الخزندار بعنوان: «الأثر البحثي للإنتاج العلمي العربي بين النمو المغيَّب والتبعية المعرفية: مقارنة بين المؤشرات الغربية والعربية»، استعرض فيها مسيرة معامل التأثير العربي «آرسيف»، وضرورته وأهميته الحضارية في خدمة اللغة العربية.

وبيّن الدكتور الخزندار أن هناك علاقة محورية بين الأثر البحثي واعتماد اللغة الأم في البحث العلمي، مشيراً إلى أن أعلى عشر دول في العالم من حيث عدد طلبات براءات الاختراع تعتمد لغتها الأم في البحث العلمي.

كما أوضح أن المؤشرات الأجنبية لقياس الأثر البحثي والإنتاج العلمي العربي أسهمت في تهميش الإنتاج العلمي المنشور باللغة العربية، وإقصائه من رصيد الدول العربية وجامعاتها، ما أثر سلباً في مكانة الجامعات العربية لدى هيئات التصنيف العالمية، مثل تصنيفي «التايمز» و«كيو إس».

وأشار إلى حالة الأردن على سبيل المثال، موضحاً أنه عند مقارنة بيانات معامل «آرسيف» العربي ببيانات مؤشر «سكوبس» (Scopus) خلال الفترة 20122023، بلغ عدد المقالات باللغة العربية المستشهد بها في «آرسيف» أكثر من 8800 مقالة، حصدت ما يزيد على 42 ألف استشهاد، في حين لم يتجاوز عدد المقالات العربية في مؤشر «سكوبس» 1225 مقالة، وبعدد استشهادات بلغ 615 فقط، وهو ما يشكّل تغييباً مجحفاً بحق الجامعات الأردنية.

وعلى المستوى العربي، وخلال الفترة ذاتها، أظهرت المقارنة أن عدد المقالات العربية المستشهد بها في «آرسيف» تجاوز 452 ألف مقالة، بعدد استشهادات فاق 473 ألف استشهاد، في مقابل 5600 مقالة فقط باللغة العربية في مؤشر «سكوبس»، و5367 استشهاداً، وهو ما يعكس تهميشاً وإجحافاً كبيرين بحق الإنتاج العلمي العربي للدول العربية وجامعاتها ومؤلفيها.

وأكد الدكتور الخزندار ضرورة أن تمارس الجامعات العربية ضغوطاً فاعلة على هيئات التصنيف العالمية للجامعات، بهدف إنصافها واعتماد البيانات عالية الجودة والشفافة التي يوفرها معامل التأثير العربي «آرسيف».

وفي ختام الملتقى العلمي، جرى تكريم الجامعات والمجلات والمؤلفين العرب الأكثر تأثيراً وفق نتائج تقرير «آرسيف 2025». وشملت قائمة المكرَّمين جامعات أردنية حققت مراتب متقدمة عربياً من حيث عدد الاستشهادات، في مقدمتها الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك، إلى جانب تكريم مجلات علمية من الأردن وفلسطين ضمن قائمة أفضل عشر مجلات عربية في مجالات متنوعة، مثل القانون، والدراسات الإسلامية، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الاقتصادية والإدارية، وعلم النفس.

كما تم تكريم العشرة الأكثر تأثيراً عربياً من المؤلفين، إضافة إلى أعلى 15 مؤلفاً عربياً وفق مؤشر هيرش (H-index)، وسط مشاركة واسعة من ممثلي المؤسسات الأكاديمية الأردنية والفلسطينية.

واختُتمت الفعالية في أجواء علمية وحوارية تفاعلية، عكست أهمية الملتقى ودوره في دعم البحث والنشر العلمي العربي.

مواضيع قد تعجبك