وجاءت تعليقات ترامب بعد أن وُجّهت إليه أسئلة بشأن احتيال واسع النطاق في برنامج المساعدات الاجتماعية بولاية مينيسوتا.

وقد وُجّهت اتهامات إلى عشرات الأشخاص على خلفية مخطط يقول مدّعون فيدراليون إنه تضمّن قيام جمعية خيرية بتقديم فواتير احتيالية إلى حكومة الولاية مقابل وجبات للأطفال خلال جائحة كوفيد-19.

وكان عدد من المهاجرين الصوماليين متورطين في تلك القضية المزعومة.

وعقب تصريحات الرئيس بشأن الصوماليين، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يُزعم أنها تُظهر عناصر من إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية وهم يطرقون الأبواب في أنحاء مينيسوتا، بما في ذلك منطقة تُعرف باسم "ليتل مقديشو"، وكذلك في مدينة سانت بول.

أثارت هذه الأنباء حالة من القلق والهلع لكثيرين في الجالية الصومالية بالمدينة، وهي الأكبر بين الصوماليين في الولايات المتحدة، إذ يُقدَّر عدد أفرادها بنحو 80 ألف شخص، أثارت هذه المنشورات حالة من القلق والهلع.

كما تحدثت بي بي سي إلى 5 شبان صوماليين يقضون أيامهم حالياً داخل منزل صغير لأحد أصدقائهم، ويتنقّلون بحذر بين جدرانه، وكانوا قد غادروا شقتهم المستأجرة بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، لا رغبةً منهم في ذلك، بل لأن عقد الإيجار كان مسجلاً بأسمائهم.

وبصفتهم أشخاصاً مُنحوا وضع الحماية المؤقتة، كانوا يخشون أن يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تعثر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية على العنوان وتأتي لاعتقالهم، فجمعوا ما استطاعوا حمله، وغادروا ليلاً على أمل أن يوفر لهم تغيير المكان قدراً من الحماية.

واليوم، باتت حياتهم معلّقة، تغيبوا عن نوبات العمل، واقتصدوا في تناول الوجبات أو تقاسموها بصعوبة، ووصف أحدهم سرعة انهيار حياتهم قائلاً: "طعامنا على وشك النفاد، ولم نذهب إلى العمل خلال الأيام الخمسة الماضية لأننا نخشى أن تكون عناصر إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية بانتظارنا، لا أعرف ما الذي سيحدث لنا".

ولا يُعد مهاد حالة استثنائية بين من جرى ترحيلهم إلى الصومال في الأشهر الأخيرة، رغم عدم وجود أرقام رسمية.

كما تحدثت بي بي سي إلى شاب صومالي آخر طلب عدم الكشف عن هويته، وقال إنه يكافح لإعادة بناء حياته في مقديشو.

وينحدر هذا الشاب من منطقة ريفية في الصومال، وكان يائساً من البقاء بعد أن دمّر الجفاف طويل الأمد مصدر رزقه، وقد دخل الولايات المتحدة بشكل غير قانوني عبر الحدود المكسيكية بعد أن سافر شمالاً من البرازيل، لكنه اعتُقل بعد وقت قصير، وقضى 18 شهراً رهن الاحتجاز قبل أن يُعاد إلى الصومال.

وخلال حديثه عبر الهاتف، عبّر عن شعوره بعدم اليقين حيال مستقبله.

وقال: "أعادوني لأبدأ من الصفر، كل ما عملت من أجله اختفى".

وأضاف أنه أنفق نحو 20 ألف دولار للوصول إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك أموال اقترضها من الأصدقاء وأفراد العائلة.

ومنذ عودته إلى بلاده، لم يعد يملك أي مال، ويقول إن الفرص شبه معدومة في الصومال.

ويتابع: "لا أرى مستقبلاً هنا، لا يحدث شيء..لا توجد وظائف".

وهو يفكر الآن في الهجرة مجدداً.

ويختم حديثه بالقول: "لا أريد أن أبدأ حياتي من جديد، أريد فقط أن أهاجر إلى أي بلد الآن".