خبرني - أصيب يزن نعيمات في مباراة العراق … كما يصاب اي لاعب آخر في الملعب … لكن ردود الفعل على اصابة يزن لم تكن طبيعية … وهذا الأمر طبيعي حين يتعلق الأمر بشخص يزن نعيمات !
يزن حالة أردنية مختلفة … ولذلك كان الفرح الأردني محدوداً بعد الفوز … فحتى الناس لم تحتفل بالشوارع كما اعتادت لان الجميع قلق ومتأثر على اصابة يزن !
بعد الماراة، بكى المدرب المغربي السلامي على اصابة يزن … وقال " فوز مالوش طعم بعد اصابة يزن " .. لم يبك المدرب لانه فقد ورقة لعب مهمة ،.. فالبديل ان شاء الله موجود .. لكنى بكى على يزن اللاعب الخلوق الذي كان وجوده في المنتخب طاقة ايجابية عظمى كفيلة ببعث الروح في الميت عندما تهبط معنويات النشامى !
تراجع المنتخب بعد اصابة يزن … فاللاعبون كان " مخهم " مع يزن … وبكى بعضهم عندما عرف انها الرباط الصليبي … الشبح الذي يبعد اعتى اللاعبين عن الملاعب لأشهر طويلة … حتى لاعبي المنتخب العراقي أبكتهم اصابة يزن لانهم يقدرون الأبطال … وأعجبني يزيد ابو ليلى حين قال " زارنا يزن بين الشوطين وطلب منا ان نفوز وقررنا الفوز لنهديه اياه " …. هكذا كان يزن بالنسبة للمنتخب … الروح … والاخ للاعبين …
أحدى الصديقات المثقفات تقول انها حين تسمع أغنية " علا علم بلادي و علا " تتذكر يزن … ولا أظن ان ايُا منا لا يتذكره حين يسمعها … ليس لانه كان يغنيها بصوته للمنتخب بعد المباريات وقبلها … بل لان يزن كان يلعب كل يوم ليرفع علم بلاده …
هذا هو يزن : يلعب بقلبه لا بقدميه ….بعد الإصابة، عكس يزن صورة الاًردني بكل بهاء : الأردني القوي الصابر الممتلئ بالعزة … صرخ يزن من الوجع لكنه لم يبكي … نظر إلى الجمهور وهو يخرج وقال فقط (( شجعوا الشباب )) قالها وهو يعرف انه سيغيب عن الملاعب لأشهر … وقد لا يلعب كأس العالم !
هي أصعب اصابة على اي لاعب كرة قدم ؛ لكن توقيتها بالنسبة ليزن صعب جداً … هو على ابواب الانتقال بين الأندية العربية في صفقات احتراف لانه لاعب ممتاز ؛ وكانت كأس العالم فرصته الذهبية ليختطفه احد الأندية الأوروبية … وهكذا فجأة يغيب عن الملاعب وهو يراوغ احدى اجمل المراوغات في حياته! وبين كل ذلك يفكر يزن بالمنتخب ويقول لهم " فوزوا عشاني وبالروح جيبوا الكاس " ويصرخ بالجمهور وهو يغادر " شجعوا الشباب " !
لذلك كله نحب يزن … لان يزن يشبهنا … يغني أغاني حماسية حين ينتصر … يتحدث مثلنا تماماً بحب ومن قلبه ودون تجميل … يضيع الحلم بين يديه فيقول "معلش … معوضة " … يقوم من ضربته أقوى مثلنا تماما … يزن يشبه الناس في وطني ولذلك أحبوه ولذلك اصبح أيقونة المنتخب !
يزن نعيمات أصيب … وقد يغيب عن الملاعب … لكن ارجوكم أوجدوا مكانا ليزن في المنتخب … طوال الأشهر القادمة حتى لو لم يلعب … اعتبروه معالجا نفسيا … اعتبروه مرشدا اجتماعيا … اعتبروه باعث الروح في الفريق … يزن لم يكن مهاجماً فقط بل كان لاعب خلوق يجمع زملاءه ولا يفرقهم ! لهذا السبب بالذات اعتبروه على الاقل مطرب المنتخب الذي حين يغني لهم اغان وطنية ينضبط إيقاعهم أوجدوا له مكانا في المنتخب وليبقى يزن ضمن الكتيبة حتى وهو مصاب !
يزن يشبه الأردنيين كثيرا … وعلى المنتخب ان يشبه الأردن … فالأردن لا يضع من يحبه على الرف بل يحمله برمش العين … اصابة يزن اصابت كل قلوبنا وكل بيوتنا لانه يشبه كل شاب اصاب حلماً فتعثر … ولانه يشبه كل فتاة احبت شاياً فلم يتيسر … ولأن كسر قلب يزن كان كبيرا بهذه الإصابة فعلينا جميعا ان نجبره بحجم الكسر !
أيها الفتى الأسمر يا يزن : نحبك جداً … ولا تستعجل العودة … نريدك ان تعود قوياً ؛ طيب القلب مع الناس وثعلباً في الملعب تصطاد الهدف من بين اقدام الاف المدافعين ! خذ وقتك ايها المحارب فأنت ان غبت ستبقى في القلوب وفرصة العالمية آتية لك لا محالة بعون الله !




