خبرني - في المملكة الأردنية الهاشمية، تُعَدّ قضيّة الفحص المبكر عن السرطان من أبرز أولويات القطاع الصحي، نظراً للأثر الكبير الذي يمكن أن يُحدِثه الكشف المبكر في تحسين فرص العلاج وتقليل معدّلات الوفيات.
تُشارك فيها كل من وزارة الصحة الأردنية، البرنامج الأردني لسرطان الثدي، ومؤسّسات أخرى ضمن إطار حملة التوعية بالسرطان القومية.
لكن السؤال الأهم هو: هل ما زالت حملة الفحص المجاني في الأردن، أي ما يُشار إليه بـ حملة الفحص المجاني للسرطان، متاحة؟ وما هي التفاصيل الحالية؟
ما هو سياق الحملة وما هي أهميتها
أحد أكبر التحديات في مجال مكافحة السرطان هو اكتشافه في مراحل متقدمة، مما يقلّل فرص النجاح في العلاج ويزيد التكلفة والمضاعفات.
لذا، فإن الكشف المبكر، وخصوصاً في حالات مثل سرطان الثدي، أصبح ضرورة ملحّة، ففصولاً مثل "الكشف المبكر عن السرطان" أو "الفحص المبكر عن السرطان" أصبحت شعارات حقيقية داخل الأردن، حيث تم إطلاق حملات توعية وتنفيذ خدمات للفحص في عدد من محافظات المملكة.
البرنامج الأردني لسرطان الثدي يوضّح أن من بين خدماته "تقديم خدمات الفحص السريري المبكر بشكل مجاني، وبأسعار مخفّضة للتصوير الشعاعي" خلال فترات الحملات.
كما ويشمل التعاون مع وزارة الصحة لضمان وصول الخدمات إلى النساء في محافظات متنوّعة.
ما هو الوضع الحالي؟
بحسب أحدث التقارير، هناك بعض الحقائق التي نحتاج إلى أخذها بعين الاعتبار:
توفر وحدات الفحص
تم تحديد عدد من «وحدات تصوير الثدي» المعتمدة في الأردن في محافظات عديدة، ضمن إطار تعزيز وصول خدمات الفحص المبكر في أماكن متعددة.
خدمات مجانية / مخفّضة خلال حملات محدودة
البرنامج الأردني لسرطان الثدي يشير إلى أنه «يقدّم خدمات الفحص السريري المبكر بشكل مجاني، وبأسعار مخفّضة للتصوير الشعاعي … خلال حملة تشرين أول من كل عام».
هذا يعني أن الفحص المجاني ليس بالضرورة متاحاً طوال العام وبشكل تلقائي في جميع الأوقات، بل غالباً ضمن حملات مخصّصة.
معدّلات المشاركة منخفضة نسبياً
دراسات حديثة تشير إلى أن معدل استخدام خدمات الماموجرام في الأردن ما زال منخفضاً (حوالي 10.4 ٪ من النساء المشاركات في عينة واحدة قد خضعن لماموجرام) بسبب عوامل متعددة منها التكلفة، توصية طبيب، ونقص التوعية.
إذن، هل الحملة ما زالت متاحة؟
نستطيع القول بأن: نعم، الحملة ما زالت متاحة، لكن ليس بشكل دائم أو شامل لكل الأشخاص في أي وقت. إليك
التفاصيل الموضّحة:
هناك حملات منتظمة توعوية وفحصية، يُطلقها البرنامج الأردني لسرطان الثدي بالتعاون مع وزارة الصحة، مثل حملة «اوعدينا تفحصي» ومبادرات أخرى.
خلال هذه الحملات، يُوفّر الفحص – أو الفحص السريري والماموجرام – مجاناً أو بتكلفة مخفّضة للنساء غير المؤمنات أو ذوات الحاجة.
لكن: ليس هناك الآن برنامج وطني دائم يؤمّن فحصاً مجانياً شاملاً ومستمراً لكل النساء دون استثناء في كل وقت، دراسة حديثة قالت: «في غياب برنامج وطني للفحص المجاني المنتظم … فإن الاستخدام سيبقى منخفضاً».
ماذا يجب أن تعرف إذا كنتِ تفكّرين بالمشاركة؟
تابعي الإعلانات الرسمية: من وزارة الصحة والبرنامج الأردني لسرطان الثدي لمعرفة مواعيد الحملة القادمة.
تأكّدي من أن مركز الفحص: تابع أو معتمد ضمن قائمة الوحدات المعلَنة، ففي الأردن توجد وحدات معتمدة في عدة محافظات.
اسألي عن التكلفة: إذا لم تكن الحملة حرة بالكامل، إذ قد يكون هناك تخفيض لا مجاناً تاماً.
لا تؤجلي الفحص: الكشف المبكر عن سرطان الثدي ومع أنواع السرطان الأخرى يُعد من أهم مراحل الوقاية والعلاج المبكر.
التوصيات والنظر إلى المستقبل
من المفيد أن يكون هناك تحويل نحو برنامج شامل ومستمّر للفحص المجاني في الأردن، بحيث لا يُعتمد فقط على الحملات السنوية أو الموسمية.
تعزيز الوعي وتخفيض الحواجز (مثل التكلفة، المسافة، المعلومات) يساعدان على رفع معدّلات المشاركة.
ينبغي توسيع الفحوصات لتشمل أنواعاً أخرى من السرطانات إلى جانب سرطان الثدي، ضمن إطار "الفحص المبكر عن السرطان" العام.
المشاركة المجتمعية والشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني يمكن أن تدعم استدامة "حملة الفحص المجاني للسرطان" وتوسّعها.
إن "حملة الفحص المجاني للسرطان"، أو على الأقل حملات الفحص المجاني ضمن إطار الكشف المبكر عن السرطان في الأردن، لا تزال قائمة، وتنفّذها جهات مثل البرنامج الأردني لسرطان الثدي بالتعاون مع وزارة الصحة.
لكنها ليست برنامجاً دائماً ومجانياً شاملاً لكل الأوقات والنساء دون استثناء حتى الآن، لذا، إن كنتِ مهتمة بالمشاركة، ننصح بمتابعة التواريخ والإعلانات، ومعرفة التفاصيل في منطقتك.




