*
السبت: 06 ديسمبر 2025
  • 09 نوفمبر 2025
  • 09:24

خبرني - في تجربة مبتكرة أعادت تعريف مفهوم إعادة التدوير، نجح اليوتيوبر والمهندس البريطاني كريس دول في تحويل نفايات غير متوقعة إلى مصدر فعّال للطاقة، بعدما بنى جداراً لتخزين الكهرباء يعمل بالكامل ببطاريات مستخرجة من 500 سيجارة إلكترونية مستعملة.

في مشروعه الذي سرعان ما جذب أنظار المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكّن الشاب البالغ من العمر 29 عاماً من تشغيل الغلاية، والميكروويف، والمروحة، وجهاز الكمبيوتر الخاص به باستخدام طاقة مأخوذة من بطاريات كان يُفترض أن تُرمى في القمامة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على كميات الطاقة المهدرة يومياً، وكيف يمكن للإبداع أن يحوّل المخلفات إلى حلول عملية للطاقة النظيفة.

وتحتوي كل سيجارة إلكترونية تُستخدم لمرة واحدة على خلية ليثيوم أيون صغيرة، بحجم بطارية AA تقريباً، وغالباً ما تُلقى بعد استخدام قصير رغم قدرتها على الاحتفاظ بالشحن.

بدلاً من تركها تلوث البيئة، جمع كريس مئات الأجهزة من المتاجر المحلية، فكّكها بعناية، واختبر كل خلية لاختيار الصالح منها، ثم رصّها في وحدات متناسقة باستخدام حوامل مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، على غرار تلك المستخدمة في بطاريات السيارات الكهربائية.

وبعد تجميع 56 وحدة بطارية متصلة بنظام جداري ضخم، استطاع توليد تيار كهربائي مستمر بقوة 50 فولت، حوّله لاحقاً إلى 230 فولت عبر عاكس طاقة لتشغيل الأجهزة المنزلية القياسية. بلغ وزن الجدار النهائي نحو 38 كيلوغراماً، وكان سيكلف أكثر من 2500 جنيه إسترليني لو صُنع ببطاريات جديدة، لكن دول أنجزه بجهده وموارده المحدودة فقط.

النتيجة كانت مذهلة: عند فصل التيار عن منزله، بقيت الأنوار مضاءة، غلَت الغلاية الماء في أقل من دقيقتين، وعمل الميكروويف كالمعتاد — كل ذلك بطاقةٍ مستخلصة من سجائر إلكترونية مهملة.

وبحسب موقع TecheBlog، ينتج الجدار نحو 2.52 كيلوواط/ساعة من الطاقة، وهي كافية لتشغيل منزل كريس لثماني ساعات متواصلة أو ورشته لمدة ثلاثة أيام باستخدام الطاقة بعناية.

يهدف كريس من خلال مشروعه إلى رفع الوعي بمخاطر السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام، التي تحتوي على بطاريات ليثيوم قابلة لإعادة الشحن لكنها تنتهي في مكبّات النفايات، مسببة تلوثاً خطيراً وهدر موارد ثمينة.

ويخطط المبتكر البريطاني لتوسيع مشروعه قريباً عبر إضافة ألواح شمسية لشحن البطاريات نهاراً، ليصبح نظامه مستقلاً تماماً عن شبكة الكهرباء.

مشروع "جدار التبخير" هذا ليس مجرد إنجاز هندسي، بل رسالة بيئية ملهمة تذكّر بأن الإبداع يمكن أن يمنح التكنولوجيا "حياة ثانية" ويحوّل النفايات إلى طاقة تخدم الإنسان والبيئة معاً.

مواضيع قد تعجبك