أعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان عقب الزيارة المصرية أنها "ترحّب بالدعم الذي تقدّمه مصر وأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه".

وذكرت ذكرت ميساء عبد الخالق أن المبادرة المصرية لاقت "ترحيبًا كبيرًا من الدولة اللبنانية، وعلى رأسها الرئيس جوزاف عون وكبار المسؤولين"، لكنها أشارت إلى أن "إسرائيل لم تُبدِ أي إجابة على المبادرة لأنها تفضّل مفاوضات مباشرة حتى تصل إلى التطبيع، كما تطالب بمنطقة عازلة في جنوب لبنان بعمق 10 كيلومترات."

وتابعت أن "حزب الله أبدى موافقة على أن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وأن تتولى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) المفاوضات، مشيرة إلى أن الرئيس جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام قبلوا جميعًا أن يكونوا في لجنة الميكانيزم، وذلك إنفاذًا للمبادرة المصرية."

وأضاف الكاتب المصري أشرف العشري أن هناك "رغبة لبنانية في أن يكون هناك دور للجانب المصري لحل الأزمة، خاصة أن القاهرة يمكن أن تقدم ضمانات عن الجانب الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن "القاهرة حصلت على الضوء الأخضر من الجانب الأمريكي لحل أزمة لبنان، كما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الوساطة المصرية خلال زيارة رئيس المخابرات المصري إلى تل أبيب قبل ثلاثة أسابيع"، معتبرًا أن "الجانب المصري يمتلك علاقات مباشرة مع إسرائيل تمكّنه من ضمان التزامها بأي تعهدات".

عقبات أمام الحل

تبرز أمام نجاح الوساطة المصرية عقبتان رئيسيتان: تسليم سلاح حزب الله وانسحابه من جنوب نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.

وترى ميساء عبد الخالق أن هذين الشرطين قد يشكّلان "حجر عثرة أمام جهود الوساطة المصرية"، مشيرة إلى أن "حزب الله يرفض حتى الآن تسليم سلاحه، في وقت تتحدث فيه تقارير عن عمل الحزب على إعادة تجهيز ترسانته العسكرية".

ومن جانبه، أوضح الكاتب المصري أشرف العشري أن "القاهرة لديها اتصالات دائمة مع الجانب الإيراني عبر وزيري الخارجية لمحاولة الضغط على حزب الله لإقناعه بالتعاطي بإيجابية مع الحلول المطروحة، خشية أن يتعرض لبنان لقصف أوسع في الفترة المقبلة كما يتوعد كبار القادة الإسرائيليون".

وقبل نحو أربعة أيام أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن إسرائيل تدرس زيادة وتيرة الضربات العسكرية على الأراضي اللبنانية، في ظلّ قلق الولايات المتحدة من ردّ فعل الحكومة اللبنانية على هذا التصعيد.

وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون، قد طلب، الخميس، من الجيش "التصدي لأي توغل إسرائيلي"، وذلك بعد ساعات من مقتل موظف بلدي في قرية حدودية بجنوب البلاد بنيران قوة إسرائيلية.

وتجدد مصر مرارًا تأكيدها رفض ما تصفه بـ"الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان"، وتشدد على دعمها الكامل لبيروت في مواجهة التصعيد المستمر، وسط ترقّب إقليمي ودولي لأي مؤشرات على إمكانية تفعيل المبادرة المصرية كمسار دبلوماسي جديد لاحتواء الأزمة اللبنانية-الإسرائيلية.