*
الاربعاء: 10 ديسمبر 2025
  • 24 أكتوبر 2025
  • 14:28
ترفيه العافية تمارين التنفس وحمامات الصوت ومنتجعات الرفاهية الهادئة

خبرني - الإجازات تغيرت كثيراً عن السابق. المسافرون اليوم لا يبحثون فقط عن شواطئ ومطاعم فاخرة. شركات الترفيه لاحظت تحولاً واضحاً في رغبات الزبائن خلال السنوات الأخيرة. الناس يريدون العودة من الإجازة بطاقة حقيقية وليس مجرد صور على إنستغرام.

منصة parimatchma.com وغيرها من المنصات تقدم ألعاب ورياضات تقليدية، لكن آخرين يدفعون آلاف الدولارات مقابل أسبوع من الصمت والتأمل. تمارين التنفس وحمامات الصوت أصبحت تجارة رابحة في المنطقة العربية. المنتجعات الهادئة تملأ حجوزاتها قبل أشهر من المواعيد المتاحة رغم أسعارها المرتفعة.

ليلى كانت متشككة تماماً عندما دفعت مئة دولار لحضور حمام صوت. الوصف بدا غريباً ــ الاستلقاء ساعة كاملة بينما يعزف شخص على أوعية معدنية. دخلت القاعة المظلمة ووجدت خمسة عشر شخصاً مستلقين على بطانيات وسائد. المعالج بدأ يضرب وعاء نحاسي كبير بعصا خشبية مغطاة بالجلد. الصوت ملأ الغرفة وارتد من الجدران واخترق جسدها بشكل غريب.

الترددات المنخفضة اهتزت في صدرها وبطنها بطريقة لم تختبرها من قبل. أحياناً شعرت أن الصوت يدلك عمودها الفقري من الداخل. عقلها توقف عن الثرثرة المستمرة لأول مرة منذ أشهر.Parimatch يقدم ألعاب تشد الأعصاب وتسرع النبض، بينما حمام الصوت فعل العكس تماماً. ليلى نامت في منتصف الجلسة واستيقظت منتعشة كأنها نامت ثماني ساعات كاملة.

الآلات المستخدمة تأتي من تقاليد مختلفة حول العالم:

  • أوعية التبت النحاسية التي تصدر أصوات عميقة مستمرة؛

  • الجونغات الصينية الكبيرة بترددات قوية تهز الجسم؛

  • الشوكات الرنانة التي توضع على نقاط محددة بالجسم؛

  • طبول الإطار والدفوف بإيقاعات منومة متكررة؛

  • أصوات الطبيعة المسجلة مثل أمواج البحر ومطر الغابات.

المعالجون يمزجون هذه الأصوات بطرق إبداعية لخلق رحلات صوتية فريدة كل مرة.

الناس يدفعون مقابل ما كان مجاناً

الجدات كن يمارسن التنفس العميق والتأمل دون أن يسموه بأسماء فاخرة. الصلاة نفسها تتضمن أنماط تنفس منتظمة وحركات متكررة تهدئ الأعصاب. الجلوس في الطبيعة كان متاحاً لأي شخص دون رسوم دخول. الآن يدفع الناس مئات الدولارات لتعلم ما نسوه أجدادهم مجاناً. السؤال المثير ــ لماذا احتجنا تغليف هذه الممارسات بشكل تجاري لنعود إليها؟

الصناعة تنمو سنوياً بمعدلات مذهلة تفوق السياحة التقليدية:

  • زيادة عدد المنتجعات المتخصصة. افتتحت عشرات المنشآت الجديدة خلال ثلاث سنوات في المنطقة وحدها؛

  • توسع الخدمات المقدمة. الفنادق العادية بدأت تضيف أجنحة عافية وبرامج تنفس لضيوفها؛

  • ارتفاع أسعار الجلسات. الطلب المتزايد سمح للمراكز برفع الأسعار دون خسارة الزبائن؛

  • دخول مستثمرين كبار. شركات الترفيه العالمية تشتري منتجعات صغيرة وتطورها لمشاريع ضخمة؛

  • انتشار التطبيقات والبرامج. الذين لا يستطيعون السفر يشترون دروس عبر الإنترنت وتطبيقات تأمل.

المستقبل يبدو واعداً لهذه الصناعة طالما استمر التوتر والإرهاق في الازدياد بالحياة اليومية.

النتائج تتحدث عن نفسها

ياسر من بيروت كان يتناول حبوب نوم لخمس سنوات متواصلة. حضر برنامج تنفس لمدة عشرة أيام وتوقف عن الحبوب بعد الأسبوع الثاني. ينام الآن طبيعياً معظم الليالي دون مساعدة كيميائية. وفر آلاف الدولارات من تكاليف الأدوية وتحسنت صحته العامة بشكل ملحوظ. الأطباء فوجئوا بالتحسن السريع في فحوصات الدم وضغط الدم.

منى كانت تعاني صداع نصفي أسبوعياً يشلها عن العمل والحياة. جربت حمامات الصوت بعد فشل كل العلاجات التقليدية. النوبات انخفضت لمرة شهرياً بعد ستة أشهر من الجلسات المنتظمة. تقول إن نوعية حياتها تغيرت بشكل جذري وعادت لممارسة الرياضات التي تحبها. العائلة لاحظت تغير شخصيتها للأفضل وتحسن علاقاتها مع الجميع.

القصص مثل هذه تملأ منتديات الإنترنت ومجموعات التواصل الاجتماعي. الناس يشاركون تجاربهم بحماس وينصحون الآخرين بالتجربة. الأطباء بدأوا يحيلون مرضاهم لهذه البرامج كعلاج مكمل للطب التقليدي. التأمين الصحي في بعض الدول بدأ يغطي جزء من تكاليف برامج العافية. الاعتراف الرسمي يعزز مصداقية هذه الممارسات ويزيل وصمة الدجل التي لازمتها سابقاً.

 

مواضيع قد تعجبك