*
الاثنين: 08 ديسمبر 2025
  • 21 أكتوبر 2025
  • 15:58
الشرطة تنتشل الجثة

خبرني - في مستوطنة كرمئيل التي شُيّدت على أراضي قرى الشاغور (مجد الكروم، البعنة، دير الأسد) في الجليل الأعلى شمالي فلسطين المحتلة، عمدت امرأة إسرائيلية وزوجها إلى دفن والدة الأولى في حديقة منزلهما، بعدما أخفيا حقيقة أنّها ميتة عن السلطات. والمرأة التي توفيت عن عمر ناهز 93 عاماً، ناجية من الهولوكوست، بحسب ما نقلت صحيفة يسرائيل هيوم في متابعة نشرتها اليوم الاثنين. أمّا سبب إقدامهما على ذلك فهو نيّة إبقاء التعويض المصروف لها والبالغة قيمته 18 ألف شيكل شهرياً (نحو خمسة آلاف دولار أميركية) سارياً من أجل الاستفادة منه.

وكانت خيوط القضية قد بدأت تتكشّف قبل نحو شهر، عندما قصدت ابنة أخرى للمرأة المتوفاة، تسكن في مستوطنة بات يام في الداخل الفلسطيني، مركز شرطة وتقدّمت ببلاغ أفادت فيه بأنّها أُعلمت بوفاة والدتها. والأخيرة كانت تسكن معها في منزلها، قبل أن تتخاصما فتنتقل بالتالي للسكن عند ابنتها الثانية في كرمئيل وتقطع علاقتها بالأولى، علماً أنّ ذلك وقع قبل نحو عامَين.

وفي البلاغ الذي قدّمته الابنة المذكورة، التي لم تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن هويتها، أمام الشرطة، ذكرت أنّها ظلّت تتابع من بعيد أخبار والدتها حتّى أُعلمت بوفاتها. وراحت الابنة تتعقّب السجلات، لتكتشف أنّ والدتها ما زالت "على قيد الحياة" بحسب المدوَّن، حينها قرّرت التوجّه إلى الشرطة.

بعد ذلك، توجّه عناصر من الشرطة الإسرائيلية إلى منزل الابنة الأولى وزوجها في كرمئيل للتحقّق من الموضوع. وبعدما قرع العناصر باب المنزل، وهو في الواقع فيلا، أكثر من مرّة، من دون أن يستجب لهم أحد، قرّروا خلع الباب. عندها وجدوا، وفقاً لما نقلته الصحيفة الإسرائيلية عن أحد رجال الشرطة، المرأة وزوجها في الداخل.

وتحدّث الشرطي عن "منزل رعب"، مشيراً إلى أنّ "الفيلا مليئة بخيوط العناكب، فيما النوافذ محكمة الإغلاق بأشرطة لاصقة". وفوراً، شرعت الشرطة في التحقيق مع المرأة وزوجها اللذَين قدّما معلومات متضاربة حول مكان والدة الأخيرة، الأمر الذي أثار الشبهات. وتقرّرت إحالتهما إلى وحدة التحقيق الخاصة في الجرائم بمنطقة الجليل.

وفي حين أنّ ابنة المرأة المتوفاة، البالغة من العمر 64 عاماً، تلعثمت في خلال التحقيقات وقدّمت روايات متضاربة، أشار زوجها في البداية إلى أنّ حماته دُفنت في حيفا، قبل أن يغيّر أقوله ويلفت لاحقاً إلى أنّها دُفنت في إحدى المستوطنات بالقرب من الحدود الشمالية مع لبنان. بعد ذلك، غيّر أقواله مجدّداً، وزعم أنّ حماته توفيت في إبريل/نيسان من عام 2024 وأنّه دفنها في مكان لم يكن مستعدّاً للكشف عنه أمام المحققين.

بعد كلّ ذلك، اشتبه محقّقو الوحدة الخاصة، بقيادة الرائد ألون رؤوفيني، بأنّ المرأة دُفنت في حديقة الفيلا في كرمئيل حيث تعيش ابنتها وزوجها. ومع ذلك، بعد أعمال حفر طويلة في الحديقة، بوجود كلاب تعقّب الأثر، لم يُعثَر عليها في المكان. واستُكملت التحقيقات، ليتبيّن أنّ جثة المرأة المتوفاة حُفظت لمدّة يومَين في ثلاجة بوظة بمنزل ابنتها، قبل أن تُدفن في الحديقة.

وعندما كاد المحقّقون يفقدون الأمل بالعثور على الجثة، طرأ تطوّر في القضية مع شهادة أحد العمّال الذين تردّدوا إلى الفيلا، أشار في خلالها إلى نقطة في الحديقة تتضمّن حفرة عميقة، فأُحضرت إلى الموقع آلية حفر صغيرة. وقبل نحو أسبوعَين، عُثر على جثّة المرأة المتوفاة على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض.

وتفيد تقديرات الشرطة، بحسب ما جاء في متابعة الصحيفة الإسرائيلية، بأنّ المرأة التسعينية لم تُقتَل، لكنّها ما زالت تنتظر نتائج تشريح الجثة في معهد الطب الشرعي في أبو كبير لحسم النتائج. وبحسب ما تبيّن في التحقيقات، فإنّ دفن المرأة أتى بهدف الاحتيال على السلطات، التي كانت تدفع لها تعويضاً شهرياً كبيراً كونها ناجية من الهولوكوست، إذ راحت ابنتها وزوجها يستفيدان من تعويضها لسداد دفعات شهرية للفيلا، عبر شيكات من حساب المتوفاة المصرفي. ومن المتوقّع أن تُقدَّم لائحة اتهام بحقّ الابنة تتضمّن ارتكاب جرائم تتعلّق بالحصول على أموال عن طريق الخداع، وعرقلة سير العدالة، وعدم التبليغ، وخرق واجب قانوني.

 

 

مواضيع قد تعجبك