خبرني - أيام قليلة كانت بين لحظة فرح الصحفي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي بوقف إطلاق النار في غزة، ولحظة مفارقته للحياة الأحد، بالرصاص، في مواجهة مسلحة بين عناصر من حركة حماس ضد ميليشا في القطاع.
"وأخيراً انتهت هذه الحرب"، قالها الجعفراوي فرحاً بـ"عودة الأمان"، إلى قطاع غزة.
تداول ناشطون خبر استشهاده، فحزنوا، وآخرون تفاجأوا بخبر رحيله بعد انتهاء الحرب.
نقل مراسل بي بي سي عدنان البرش عن شهود عيان ومصادر خاصة أن ما لا يقل عن 20 شهيدا من بينهم صحفيون إضافة إلى عدد من الجرحى أصيبوا، جرّاء اشتباكات مسلحة عنيفة جداً دارت بين عناصر مسلحة من وحدة سهم الأمنية التابعة لحركة حماس وكتائب القسام، ضد عناصر من ميليشيا مسلحة في منطقة حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة.
كما استشهد نعيم باسم نعيم نجل القيادي في حماس وعضو مكتبها السياسي باسم نعيم متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها ليلة أمس في الأحداث الداخلية التي وقعت بين ميليشيات مسلحة وعناصر حماس في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة وقد كان برفقة الجعفراوي، وفق البرش.
وتتهم حماس الميليشيا المسلحة بأنها خارجة عن القانون و"مارست أعمال نهب وسلب في القطاع خلال الحرب"، كما تتهمهم بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، واتهمتهم أيضاً بقتل نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة.
وأكدت مصادر في مستشفى المعمداني استشهاد الصحفي والناشط المعروف في غزة صالح الجعفراوي.
كما تقول مصادر فلسطينية إن الجعفراوي استهشد "على يد عصابات خارجة عن القانون في حي الصبرة في مدينة غزة"، أثناء تغطيته للحدث مع عدد من الصحفيين قرب منطقة الاشتباكات.
وقالت وزارة الداخلية في قطاع غزة لقناة الأقصى التابعة لحركة حماس، إن "الأجهزة الأمنية مصممة على فرض النظام ومحاسبة المتورطين في القتل".
"نحب الحياة ونستحقها"
في آخر رسائله عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان وقف إطلاق النار قال الجعفراوي، "بدكم مليون سنة حتى تكسروا إرادة الشعب الفلسطيني، ومش رح تكسروها، إحنا شعب بنحب الحياة وبنستحقها".
ويبلغ الجعفراوي من العمر 27 عاماً، وإثر انتشار مقاطعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة حرب غزة على نطاق واسع، وجهت له إسرائيل اتهامات بدعم حماس، بينما قال في أحد المقاطع الصوتية إنه "يخشى تعرضه للاغتيال إثر هذه الاتهامات".
نجا الجعفراوي من حرب مدمرة استمرت لعامين، ليستشهد بعد أيام فقط من وقف إطلاق النار في اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للوصول إليه.
وقبل إعلان اغتياله كان ناشطون في غزة أعلنوا اختفاءه، إلى أن ثبت استشهاد، بحسب ما نشر الناشط الفلسطيني عبود بطاح عبر حسابه على منصة فيسبوك.
ونقل الصحفي مثنى النجار عبر حسابه على فيسبوك أيضاً، أن عائلة الجعفراوي تبلغت باستشهاده بعد إصابته برصاص مسلحين في مدينة غزة.
امتلك صالح عدة حسابات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تعرّض بعضها للحظر والإغلاق. في واحد من حساباته على منصة إنستغرام، يظهر ملاعباً قطته ويخبرها بانتهاء الحرب والخوف، ثم ينتقل ليظهر مشاهد الدمار في قطاع غزة.
وفي آخر ما يظهر على حسابه عبر منصة إكس، وعد الجعفراوي زميله أنس الشريف الذي اغتالته إسرائيل، بإكمال المشوار، مرفقاً صورتهما معاً.
ويقدر عدد الصحفيين الذين استشهدوا في غزة منذ حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بأكثر من 250 صحفياً.




