خبرني - يشكل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد حالة قيادية فريدة في العالم العربي فهو امتداد لإرث هاشمي أصيل وفي الوقت ذاته عنوان لروح جديدة تنسجم مع طموحات الأجيال الصاعدة وتطلعات الدولة الأردنية نحو التحديث والبناء منذ تسميته وليا للعهد عام 2009 تميز بحضور فاعل في مسيرة الدولة وبفكر إصلاحي يعلي من شأن الإنسان والتعليم والعمل المنتج
لم يكن عمره عائقا أمام أدواره الوطنية بل كان دافعا لاقترابه أكثر من جيل الشباب فحمل قضاياهم وطرح رؤيتهم على المنصات الدولية وفي مقدمتها جلسة مجلس الأمن عام 2015 عشر حين دعا المجتمع الدولي إلى الانتباه إلى طاقات الشباب وتوظيف إمكاناتهم في صناعة السلام والتنمية وتحويلهم من متلقين للأحداث إلى شركاء في صياغة القرارات
وفي الداخل الأردني قدم سموه نموذجا عمليا لقائد يواكب احتياجات العصر ويؤمن بأن تمكين الشباب هو الطريق إلى اقتصاد قوي ومجتمع منتج فكانت مبادراته منصات تصنع الفرق وتفتح الأبواب وصولا إلى تعزيز البيئة الريادية في الأردن مثل مبادرة جوردان سورس التي تحولت إلى بوابة لترويج القدرات التقنية للأردن في مجالات البرمجة والخدمات الرقمية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب في قطاع التكنولوجيا
كما أن شخصية الأمير الحسين تجمع بين القيادة والالتزام الوطني فهو قريب من نبض الشارع الأردني ويتواجد بين الناس في محافظات المملكة كما يفتخر بانتمائه للمؤسسة العسكرية ويحافظ على علاقة وثيقة مع القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي إذ يشارك في التدريبات ويؤكد أن الدفاع عن الوطن شرف ومسؤولية لا يمكن التهاون بها
ومن خلال مؤسسة ولي العهد استطاع سموه تحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية تعزز ثقافة الابتكار وتدعم التعليم الحديث وتفتح أمام الشباب المجالات العلمية والمهنية الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتكنولوجيا المتقدمة فباتت المؤسسة عنوانا للعمل المؤسسي الوطني الذي يراهن على العقول الشابة ويصنع نماذج نجاح أردنية قادرة على المنافسة
رؤية الأمير الحسين تقوم على معادلة واضحة بناء اقتصاد يقوم على المعرفة وتمكين الإنسان وخلق بيئة إنتاجية تجمع بين التكنولوجيا والتعليم والريادة مع الحفاظ على قيم الدولة الأردنية القائمة على الانتماء والهوية الوطنية والاعتدال السياسي ودور الأردن المحوري في دعم السلام والاستقرار إقليميا ودوليا
مجمل القول ،،،إن المتابع لمسيرة سمو ولي العهد يدرك أنه لا يتعامل مع المستقبل باعتباره زمن سيأتي بل باعتباره مشروعا يجب صناعته اليوم عبر العمل والإيمان بقدرات الشباب والشراكة الوطنية في التنمية فحضور سموه في المشهد الأردني يمثل نقطة تحول نحو مرحلة جديدة تقوم على التحديث المسؤول والنهضة المدروسة واستثمار طاقات المجتمع لبناء أردن قوي مزدهر قادر على المنافسة في عالم سريع التغير




