*
Saturday: 27 December 2025
  • 07 أكتوبر 2025
  • 15:21
التنوع الغذائي سر الشيخوخة الصحية   دراسة جديدة تكشف المفاجأة

خبرني - رغم تزايد الدعوات إلى تبنّي النظام الغذائي النباتي كخيار صحي في السنوات الأخيرة، فإن دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة «فودان» الصينية كشفت جانبًا مغايرًا للصورة؛ إذ وجدت أن كبار السن الذين يتناولون اللحوم باعتدال قد يملكون فرصًا أعلى لتحقيق شيخوخة صحية مقارنةً بمن يتبعون حمية نباتية صارمة.

وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة «npj Aging» التابعة لمجموعة نيتشر في أبريل 2025، فإن الامتناع التام عن تناول اللحوم لا يناسب جميع الفئات العمرية، وخصوصًا من تجاوزوا سن الستين، إذ تختلف احتياجاتهم الغذائية عما كانت عليه في مراحل الشباب، مما يجعل التنوع الغذائي أكثر فائدة لهم على المدى الطويل.

واعتمد الباحثون على بيانات من «المسح الصيني لطول العمر الصحي»، شملت نحو 2900 شخص من كبار السن الأصحاء، حيث صنّفوا أنظمتهم الغذائية إلى أربعة أنماط:

1 - نباتيون بالكامل (يمتنعون عن جميع المنتجات الحيوانية بما فيها الألبان والبيض والأسماك).

2- نباتيون يتناولون البيض.

3- «بيسكو نباتيون» (نباتيون يتناولون الأسماك والمأكولات البحرية).

4- آكلو اللحوم والنباتات معًا.

وخلال متابعة استمرت ست سنوات، لاحظ الباحثون أن من حافظوا على نظام غذائي متوازن يجمع بين الأطعمة النباتية والحيوانية منذ سن الستين كانوا أكثر عرضة لتحقيق شيخوخة صحية مقارنةً بمن التزموا بالحمية النباتية الصارمة.

ووفقًا للتحليل، فإن آكلي اللحوم باعتدال كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة وضعف القدرات الجسدية أو الإدراكية بعد بلوغهم الثمانين. في المقابل، أظهرت النتائج أن اتباع حمية نباتية بحتة ارتبط بمخاطر أعلى لفقدان الكتلة العضلية وهشاشة العظام، نتيجة نقص البروتين وبعض العناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين ب12، والكالسيوم، والحديد، وأحماض أوميغا-3 الدهنية.

وأوضح الباحثون أن التغيرات الفسيولوجية الطبيعية مع التقدّم في العمر، مثل ضعف امتصاص العناصر الغذائية وتراجع كفاءة الجهاز الهضمي، تجعل الالتزام بنظام نباتي صارم أمرًا قد يضرّ بالصحة أكثر مما ينفعها في هذه المرحلة.

لكن الدراسة لم تدعُ إلى الإفراط في تناول اللحوم، بل شددت على أهمية الاعتدال والتوازن، والابتعاد عن اللحوم المصنّعة، مع التركيز على البروتينات الصحية مثل الأسماك والبيض والبقوليات.

واختتم الباحثون دراستهم بالتوصية بـ «ضرورة استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لتصميم نظام غذائي يلبي احتياجات الجسم مع التقدّم في العمر، ويعزّز فرص عيش حياة أطول وأكثر صحة».

مواضيع قد تعجبك