لكن سجلّ ماو بعد عام 1949 كان أكثر التباساً. فبحسب التقييم الرسمي الذي أعلنه الحزب الشيوعي الصيني في يونيو/حزيران 1981، كانت القيادة على صواب حتى صيف 1957، إلا أن سياساتها بعد ذلك اتسمت بالارتباك في أحسن الأحوال، وغالباً ما كانت خاطئة. ولا خلاف على أن أبرز مبادرتين طرحهما ماو في سنواته الأخيرة، وهما القفزة الكبرى إلى الأمام والثورة الثقافية، كانتا فاشلتين وأدتا إلى عواقب وخيمة.

ومع ذلك، فإن أهداف ماو المعلنة، مثل محاربة البيروقراطية، وتشجيع المشاركة الشعبية، والتأكيد على اعتماد الصين على الذات، كانت أهدافاً يُنظر إليها بإيجابية. كما أن مسار التصنيع الذي بدأ في عهده وضع بالفعل أسس الطفرة الاقتصادية التي عرفتها الصين منذ أواخر القرن العشرين. غير أن الأساليب التي استخدمها لتحقيق تلك الأهداف كانت في كثير من الأحيان عنيفة ومدمرة.

ويطرح ذلك معضلة في تقييم إرثه: كيف يمكن الموازنة بين توزيع الأراضي على الفلاحين وبين الملايين من ضحايا الإعدامات والمجاعات؟ وكيف يمكن احتساب الإنجازات الاقتصادية الحقيقية بعد عام 1949 مقابل الكارثة التي خلّفتها "القفزة الكبرى" أو الفوضى الدموية التي رافقت "الثورة الثقافية"؟

ربما يكون التوصيف الرسمي مقبولاً إلى حد ما؛ والقائل إن "أخطاء سنواته الأخيرة" لم تحجب حقيقة أن مزايا ماو فاقت عيوبه، مع التأكيد على أن ميزان الحكم في حالته يظل شديد الدقة.

وفي خلاصة تقييمه عام 1981، أعلن الحزب الشيوعي أن 70 في المئة من سياسات ماو كانت صائبة، مقابل 30 في المئة كانت خاطئة، داعياً إلى "عدم الخوض أكثر في هذا الشأن".

لكن الجدل حول إرثه ما زال قائماً في الصين حتى اليوم، حيث لا تزال صور ماو مطبوعة على جميع العملات النقدية، وتماثيله منتشرة في أنحاء البلاد، بينما جثمانه المحنط ما زال مسجى في ضريحه بميدان تيان آن مين وسط بكين.

 

أبرز المحطات في تاريخ الصين:

  • من 1700 إلى 1046 قبل الميلاد: حكمت أسرة شانغ شمال الصين، وهي أول سلالة صينية موثّقة تاريخياً.
  • من 221 إلى 206 قبل الميلاد: توحيد البر الصيني للمرة الأولى تحت حكم الإمبراطور شين شيهوانغدي.
  • 1644: المانشو يغزون من الشمال ويؤسسون حكم أسرة تشينغ.
  • من 1911 إلى 1912: انتفاضات مسلحة تؤدي إلى تأسيس جمهورية الصين بقيادة سون يات سن، وتنحّي آخر أباطرة المانشو. لاحقاً سقطت البلاد تحت حكم أمراء الحرب المحليين.
  • من 1931 إلى 1945: الغزو الياباني للصين وإقامة نظام احتلال قاسٍ شمل أجزاء واسعة من البلاد.
  • 1949: في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أعلن ماو تسي تونغ قيام جمهورية الصين الشعبية بعد هزيمة القوات الوطنية (الكومنتانغ) في الحرب الأهلية.
  • 1950: دخول جيش التحرير الشعبي إلى التبت والسيطرة على الإقليم.
  • من 1958 إلى 1960: إطلاق مشروع القفزة الكبرى إلى الأمام والذي أدى إلى انهيار الزراعة والمجاعة ووفاة الملايين، وانتهى بالتخلي عنه.
  • من 1966 إلى 1967: اندلاع الثورة الثقافية الكبرى التي أطلقها ماو، وأدت إلى اضطرابات اجتماعية واقتصادية وسياسية واسعة.
  • 1976: وفاة ماو تسي تونغ وصعود نفوذ دنغ شياو بنغ الذي أطلق برنامجاً واسعاً من الإصلاحات الاقتصادية.
  • 1989: مقتل مئات المحتجين في ميدان تيان آن مين في بكين عندما فتح الجيش النار عليهم.