وفي واقع الأمر، سيكون الطلاب الهنود أكثر المتأثرين، كونهم يمثلون رُبع أعداد الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة.

يقول سادهانشو كاوشيك، مؤسس رابطة الطلاب الهنود في أمريكا الشمالية، والتي تمثل 250 ألف عضو في عموم 120 جامعة، إن توقيت صدور القرار التنفيذي الخاص بزيادة تكلفة تأشيرة "إتش-1بي" -والذي يأتي بُعيد تسجيلات الالتحاق في سبتمبر/أيلول- ترك العديد من القادمين الجُدُد في حالة من الذهول.

وقال كاوشيك لبي بي سي: "شعرت بما يشبه الهجوم المباشر، لأن الرسوم قد سُدّدت بالفعل، لذا فإن هناك نفقات كبيرة لا يمكن استردادها، وها قد انسدّ الطريق الأكثر ربحية لدخول قوة العمل الأمريكية".

ويتوقع كاوشيك أن يكون لهذا القرار التنفيذي أثر على حصة الجامعات الأمريكية في العام المقبل؛ ذلك أن معظم الطلاب الهنود يُفضّلون البلاد التي يمكنهم أن يقيموا فيها".

وحتى الآن، لا تزال التبعات الكاملة لقرار زيادة تكلفة تأشيرة "إتش-1بي" غير معلومة بعد، ويتوقع محامون مختصون بقضايا الهجرة أن يواجه قرار ترمب التنفيذي تحديات قانونية عاجلة.

جيل غويرا، من مركز نيسكانين، يحذر من أن سياسة تأشيرة "إتش-1بي" قد يترتب عليها عدد من الآثار السلبية على الولايات المتحدة، على أنّ الأمر قد يستغرق وقتاً ريثما تظهر هذه الآثار".

ويوضح غويرا: "من المحتمل أن تجد شركات، مثل أمازون وأبل وغوغل وميتا، طريقةً ما للإعفاء من سياسة رسوم 'إتش-1بي'، وفي حال إعفاء جميع هذه الشركات – وهي من كبار مستخدمي تأشيرة 'إتش-1بي'، فإن ذلك يمثل ضربة في الصميم للغرض من فرْض الرسوم".

وما أنْ تهدأ العاصفة ويهبط الغبار، حتى يتبين أن قرار تأشيرة "إتش-1بي" يبدو اختباراً لقدرة الشركات الأمريكية وللاقتصاد الأمريكي على التحمُّل أكثر منه ضريبةً على العُمال الأجانب؛ ذلك أنّ حَمَلة تأشيرة "إتش-1بي" وعائلاتهم يُسهمون بنحو 86 مليار دولار سنويا في الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك 24 مليار دولار ضرائب فيدرالية على الرواتب، و11 مليار دولار ضرائب حكومية ومحلية.

ويبقى الوقوف على الطريقة التي ستستجيب بها الشركات، لتحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في ريادة الابتكار والمواهب – أم أنها ستتنازل عن تلك الريادة لبلاد أخرى أكثر ترحيباً.