في الوقت الذي يُقال إن المجتمع الأمريكي يولي تقديراً أكبر لمن يتصرفون بشكل واثق ومنفتح مقارنة بالأشخاص الانطوائيين، أظهرت دراسات وأبحاث أن تبني سلوكيات هادئة ومتحفظة يشكل أمراً مرغوباً به بشكل أكبر في مناطق من آسيا؛ بينها اليابان والصين.

كما تختلف النظرة إلى مسألة إقامة اتصال بصري مع الآخرين على نحو كبير من دولة لأخرى. فبحسب خبراء في الدراسات الآسيوية: "يُمتدح هذا الأمر بل ويكون متوقعاً في الغرب؛ لكنه يُرى على أنه علامة على عدم الاحترام والتحدي في ثقافات أخرى، بعضها آسيوية وأفريقية".

وعلى الرغم من هذه الاختلافات الثقافية، تقول إحدى الدراسات إن الأشخاص المنفتحين يشعرون بسعادة أكبر، حتى في الدول التي يحظى فيها الانطوائيون بقدر أكبر من الاحترام، ولو أن مقدار سعادتهم في هذه الحالة يكون أقل من نظيره في الدول الأخرى.

وهكذا، تَخْلُصْ الدراسة إلى أنه بينما ينتهي المطاف بالمنفتحين لأن يكونوا أكثر سعادة أياً كان البلد الذي يعيشون فيه على خريطة العالم، فإن كون المرء انطوائياً ليس أمراً سلبياً بالضرورة.

وفي النهاية يمكن اقتباس ما قالته سوزان كاين في كتابها "الصمت: قوة الانطوائيين في عالم لا يستطيع الكف عن الحديث"، من أنه لا يتعين على المرء التفكير في الانطواء باعتباره شيئاً ينبغي علاجه، مُشددة على أنه لا يوجد أي ارتباط بين كون المرء متحدثاً جيداً للغاية وبين مدى قدرته على بلورة أفكار جيدة كذلك.