في العام الماضي، كان كيس الخبز يكلف سناء 500 ليرة سورية (4.1 دولار أمريكي)، أما الآن فهو يكلف 4500 ليرة سورية. لإطعام أسرتها، تحتاج سناء إلى كيسين يومياً - بتكلفة 9000 ليرة، قبل احتساب أي طعام آخر.

تقول: "هذا كثير جداً. هذا مجرد خبز، وما زلنا بحاجة إلى أشياء أخرى. إذا ارتفع سعر الخبز مرة أخرى، فستكون هذه مشكلة كبيرة. أهم شيء هو الخبز".

تُمثل هذه الأزمة تحدياً للرئيس المؤقت، أحمد الشرع، في حين تعمل إدارته على إعادة بناء سورية  في أعقاب الصراع الذي استمر 14 عاماً، وانتهى بإزاحة الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من عام 2024.

تسارع الوكالات الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالتدخل إلى جانب الحكومة لتقديم دعم الخبز للمعرَّضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد.

لكنّ مسؤولي الإغاثة يُحذّرون من أن الدعم ليس سوى حل مؤقت، وأن استقرار سورية على المدى الطويل يعتمد على قدرة المزارعين على البقاء في أراضيهم ومواصلة الإنتاج.

صرحت ماريان وارد، مديرة برنامج الأغذية العالمي في سورية : "نسعى لإبقاء الناس في مجال الزراعة". وقد عملت المسؤولة الإغاثية على تقديم 8 ملايين دولار، كمدفوعات مباشرة لصغار المزارعين - حوالي 150 ألف شخص - الذين فقدوا جميع محاصيلهم.

وأضافت: "إذا لم تكن ستجني المال، فستترك الأرض. وعندها لن تجد من يعمل في القطاع الزراعي الضروري للاقتصاد".

ولكن بعد أكثر من عقد من الحرب، عانى القطاع الزراعي في سورية بالفعل من انهيار اقتصادي، وتدمير أنظمة الري، وزرع الألغام في الحقول.

يقول الدكتور علي علوش، مدير الزراعة في منطقة دير الزور، سلة غذاء سورية ، إن حقول القمح تحتاج إلى الري من أربع إلى ست مرات في الموسم، ولكن بسبب قلة الأمطار، لم يتمكن معظم المزارعين من تحقيق ذلك.

وأضاف: "الشغل الشاغل للمزارع هو تأمين المياه، والماء يتطلب وقوداً. وقد ارتفع سعر الوقود بشكل كبير، ليصل إلى 11 ألف إلى 12 ألف ليرة سورية للتر".

أدى ارتفاع أسعار الوقود وانقطاع الكهرباء إلى صعوبة الحصول على مضخات المياه، وتراكم الديون على العديد من المزارعين.

ويقول الدكتور علوش إن من أولويات إدارته والحكومة الانتقالية في دمشق ضخ الأموال في مشاريع الري - مثل أنظمة الري بالتنقيط التي تعمل بالطاقة الشمسية - التي ستجعل المياه في متناول المزارعين.

لكن مشاريع كهذه تتطلب وقتاً ومالاً، وهي رفاهية لا يملكها مزارعو القمح حالياً.

لذا، بالنسبة لملايين السوريين في جميع أنحاء البلاد، ليس هناك سوى شيء واحد يمكنهم فعله في الأشهر المقبلة: الدعاء من أجل المطر.