*
الجمعة: 12 ديسمبر 2025
  • 17 أيلول 2025
  • 09:11
طفلة تتعرض لإساءة إلكترونية يومية ورسائل تحريض على الانتحار والجانية والدتها

خبرني - كشفت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن واقعة صادمة تتعلق بالتنمر الإلكتروني، إذ تعرضت تلميذة تبلغ من العمر 13 عاماً لانتهاكات قاسية عبر الإنترنت لمدة تصل إلى 8 ساعات يومياً، على يد متصيد مجهول حثها على الانتحار، قبل أن يُكتشف أن الجاني الحقيقي هو والدتها.

وكانت كندرا ليكاري، البالغة من العمر 44 عاماً، تبدو للآخرين أماً عادية، إلا أنها شنت حملة مضايقات سرية استمرت عامين ضد ابنتها لورين وصديقها أوين ماكيني.

وبدأت هذه المحنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، عندما أُضيف المراهقتان إلى دردشة جماعية من رقم مجهول، لتتوالى بعدها رسائل مسيئة تهدف إلى تشويه العلاقة بينهما وتحطيم تقدير لورين لذاتها، وفقاً لما ورد في صحيفة "دايلي ميل".

وتضمنت الرسائل تهديدات مباشرة بالانتحار، مثل: "انتحري الآن، ستكون حياتك أفضل لو كنتِ ميتة"، إلى جانب رسائل تحاول إثارة الغيرة وتدمير العلاقة بين لورين وأوين، مستهدفةً مظهرها وشخصيتها.

ورغم لجوء لورين إلى والدتها طلباً للدعم، كانت كندرا ترسل لها الرسائل المسيئة سراً. وقالت لورين في الفيلم الوثائقي "Unknown Number: The High School Catfish" على نتفليكس: "كنت أتساءل عما سأرتديه في المدرسة، لقد أثر ذلك على نظرتي لنفسي بشكل كبير، وكانت الرسائل تصلني يومياً بمعدل ست رسائل على الأقل، بعضها يحثني على إيذاء نفسي".

وأثر التنمر سلباً على علاقة لورين وأوين، التي انهارت في النهاية، وتلقت لورين رسائل مثل: "يعتقد أنكِ قبيحة"، "لقد فزنا"، "أنتِ عديمة القيمة"، وطلبت الرسائل من لورين مرة أخرى أن تقتل نفسها: "انتهِ من نفسك وإلا "، "أوين يُريدكِ ميتةً اليوم"، و"تحذير، انتهِ من نفسك قبل أن نفعل".

وحاولت الأسرة التدخل عبر المدرسة والشرطة، إلا أن الحقيقة لم تتضح إلا بعد تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي تتبع عناوين IP المرتبطة بالرسائل إلى أجهزة كندرا. وعند مواجهتها بالأدلة، اعترفت بإرسال معظم الرسائل، زاعمة أنها أرادت "الكشف عن التحرش"، لكنها أصبحت مهووسة بأفعالها.

وأدى هذا الاكتشاف إلى انهيار الثقة داخل الأسرة، خاصة بين والد لورين ووالدي أوين، بعدما تبين أن كندرا كانت تكذب بشأن حياتها المهنية، وكانت في الواقع عاطلة عن العمل ومكرسة لاستهداف ابنتها عبر الإنترنت.

وحُكم على كندرا بالسجن لمدة تتراوح بين 19 شهراً وخمس سنوات بعد إقرارها بتهمتي الاعتداء على قاصر، مع منعها من رؤية ابنتها شخصياً، رغم استمرارهما في التواصل المحدود.

ووصف المشرف بيل تشيلمان الحالة بأنها شكل من أشكال "متلازمة مونشهاوزن الإلكترونية"، حيث يقوم أحد الوالدين بإيذاء طفله نفسياً لضمان اعتماده عليه، موضحاً أن كندرا أرادت أن تكون ابنتها بحاجة إليها بطريقة مؤذية بدلًا من الاعتداء الجسدي.

وأوضح: "أرادت كيندرا أن تحتاج ابنتها إليها بطريقة تجعلها مستعدة لإيذائها، هذه هي الطريقة التي اختارتها للقيام بذلك، بدلاً من محاولة إصابتها بالمرض جسدياً، وهو سلوك شائع لدى متلازمة مونشهاوزن".  لا يتظاهر المصاب بمتلازمة مونشاوزن في الغالب بالمرض لتحقيق مكاسب شخصية، بل هو يتصرف نتيجة رغبته في كسب منافع نفسية، مثل: الاهتمام والتعاطف.

وتضيف لورين، التي تدرس الآن علم الجريمة، أنها لا تزال تتمنى أن تكون والدتها جزءاً من حياتها على الرغم من الخيانة التي تعرضت لها.

وقالت: "عدم وجود علاقة مع والدتي يجعلني أشعر بأنني لست نفسي. أنا حقًا بحاجة إليها في حياتي".

مواضيع قد تعجبك