خبرني - أعدت هيئة تطوير المنطقة الشرقية خطط تنفيذية لتأهيل 12 موقعاً تاريخياً في المنطقة، تضم نحو 400 مبنى تراثي، من أجل تحويلها إلى وجهات جاذبة تدعم التنمية الحضرية وترفع مؤشرات جودة الحياة، وفقاً لما كشفته الهيئة لـ"العربية.نت".
تتضمن تلك الأحياء الـ 12: حي الدواسر، ووسط قلعة القطيف التاريخية، وقلعة تاروت، والمنطقة المحيطة، وكذلك الحال برج الطوية في الجبيل، وجمرك الجبيل القديم، فضلاً عن الجبل البحري، وجزيرة جنة، وجزيرة المسلمية، إضافة إلى ثاج، وقرية نطاع وقصر الملك عبدالعزيز، وقرية العليا، وقرية الجنوبية.
وتحافظ هيئة تطوير المنطقة الشرقية على هذه المواقع التراثية بحمايتها وتطويرها، وتطبيق تصاميم العمارة السعودية. وذكرت أنها دراسة أوضاع ٤٠٠ مبنى تراثي في جميع المواقع التاريخية في المنطقة من حيث حالتها وأهميتها.
وترغب الهيئة تفعيل تلك الأصول التاريخية من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية في الشرقية التي تعد ضمن أكبر مناطق البلاد من حيث المساحة، كما تحتفظ بأكبر حقول نفط في العالم، في حين سيجري تنفيذ مشروعات تأهيل الأحياء العمرانية بالشراكة مع الجهات ذات الصلة والقطاع الخاص وغير الربحي للإسهام في أعمال التنفيذ.
وتتلخص مهام "هيئة تطوير منطقة الشرقية" بالإشراف على تأهيل الأحياء العمرانية، وأعدت دراسات تخطيطية للمواقع التراثية في المنطقة، وفقاً لما كشفه لـ "العربية.نت" مدير عام إدارة التطوير العمراني في الهيئة، المهندس طارق فدعق.
في الوقت ذاته، لفت فدعق إلى أن المنطقة الشرقية تحتضن تاريخ غني وتراث ثقافي متنوع يجعلها وجهة سياحية وثقافية مميزة. وذكر أن مشروع تطوير المواقع التاريخية سيضفي أثراً ملموساً على واقع البنية التحتية الثقافية ويمنحها هوية فريدة.
كان المقصد من تطوير تلك الأماكن وفقاً لـ "تطوير الشرقية" إضافة مسارات سياحية ومبادرات ثقافية تركز على التراث المادي مثل الحرف التقليدية، والتراث غير المادي لإثراء تجربة الزائر، وتعزيز الارتباط بهوية المنطقة.
بيئة عمرانية مناسبة
في الأثناء، أشار المهندس علي فدعق إلى أن خطط الهيئة في تطوير المواقع التراثية من شأنها خلق فرص عمل تدعم الاقتصاد المحلي، وتجذب المستثمرين، فضلاً عن توفير بيئة عمرانية مناسبة لسكان وزوار المنطقة، وتعيد توظيف وتفعيل المباني ذات القيمة التراثية.
القيمة تاريخية عنصر جذب
وتتعزز رغبة " تطوير الشرقية" بالاهتمام بواقع تلك الأماكن على " حي الدواسر" نظراً إلى القيم التاريخية التي تضمها تلك الأماكن فمثلاً يعد " حي الدواسر أقدم أحياء مدينة الدمام التي لاتزال محافظة على النسيج التقليدي والطابع المحلي القديم والمميزة بالتراث المادي وغير المادي.
قلعة القطيف
ويُعد وسط قلعة القطيف من أقدم أحياء المدينة ويعود تاريخ بنائها إلى فترة القرن الثاني عشر الهجري، حيث كانت الواحة والشاطئ جزء أساسي من مكونات المشهد الحضري للقلعة وبُنيتها، وأما قلعة تاروت فتقع على تل أثري يعود تاريخه إلى 4300 سنة قبل الميلاد، بناءً على المواد الأثرية المكتشفة ويحيط بالقلعة حي الديرة الذي يُعتبر من أقدم الأحياء في المنطقة.
برج الطوية
كما يعد برج الطوية معلم تاريخي، بني عام 1928م بأمر من الملك عبد العزيز، إذ كان بمثابة خط الدفاع الأول للمدينة، ويعتبر البئر المجاور له مصدراً رئيسياً للمياه، وأما جمرك الجبيل القديم فيمتد عمره إلى أكثر من 100 عام حيث كان الميناء الرئيسي للمنطقة الشرقية ومنطقة نجد ومازال يحتفظ بهويته المعمارية، و شهد المبنى على فترات محورية في تطور الجبيل كبداية صيد اللؤلؤ وصيد الأسماك إلى فترة صناعة النفط، كما يعد الجبل البحري من أهم المواقع التاريخية في المحافظة حيث اتخذت محافظة الجبيل اسمها نسبة إلى هذا الجبل البحري، ويعد من أبرز المعالم الجيولوجية والطبيعية في الجبيل وقد لعب دوراً محورياً في تشكيل هوية الجبيل الساحلية ومشهدها الثقافي.
جزيرة جنة
وتعتبر جزيرة جنة منطقة جذب سياحي ذات طابع تاريخي مميز وشواطئ بكر خلابة تحتفظ بجمالها الطبيعي، ويوجد فيها اليوم أطلال لقرابة 150 منزل حجري وثلاثة مساجد، جزيرة المسلمية: تعتبر من أقرب الجزر إلى البر الرئيسي حيث تحتوي على شواطئ خلابة مثالية للزوار الباحثين عن تجربة هادئة وطبيعية، وتضم أطلال لبيوت حجرية قديمة.
مدينة ثاج
وبالنسبة إلى ثاج فتعتبر أحد أهم المواقع الأثرية ويعود تاريخها إلى العصور الحجرية وازدهر الموقع في الفترة الهلنستية عام 330 قبل الميلاد إلى 640 ميلادي، كما اكتٌشفت العديد من الآثار وأهمها قناع أميرة ثاج الذهبي.
قرية نطاع
أما نطاع تعد أقدم المواقع التاريخية إذ تضم قصر الملك عبدالعزيز الذي جرى تشييده عام 1931م والسوق والقرية القديمة، وتميزت بطرق البناء التقليدية المستخدمة والمواد المحلية مثل الحجر والطين والخشب، أما العليا واحدة من محطات عبور الحجاج ما يجعل أهميتها تزداد بصفتها مركزاً إدارياً وجمركياً مهماً، إلى جانب ما يميزها من معالم تاريخية وأبرزها قصر عالي، الذي أمر ببنائه مؤسس البلاد الملك عبد العزيز عام 1935.
وبالنسبة لقرية الجنوبية: فهي قرية يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين تقع بالجنوب الشرقي من محافظة قرية العليا وتتميز بوفرة الموارد الطبيعية والأراضي الخصبة، وتتكون أصول التراث الثقافي في قرية الجنوبية من العمارة التقليدية المحلية.




