*
الاربعاء: 10 ديسمبر 2025
  • 28 أغسطس 2025
  • 15:50
كيف تصنع بيئة منزلية تشجع على القراءة لدى الأطفال

خبرني - تُعتبر القراءة للأطفال واحدة من أهم الوسائل التي تساعد في تنمية مهاراتهم العقلية واللغوية، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للتعلم والتخيل والإبداع. ومع ذلك، يواجه الكثير من الآباء والأمهات صعوبة في تشجيع الطفل على القراءة داخل البيت، خاصة في ظل هيمنة الأجهزة الإلكترونية والألعاب الرقمية على وقت الأطفال. لذا، يصبح من الضروري أن يفكر الأهل في تهيئة المنزل لبيئة تعليمية تُحفّز أبناءهم على القراءة وتجعلها نشاطًا يوميًا ممتعًا لا يشعرون معه بالملل أو الإكراه.

لماذا القراءة للأطفال مهمة منذ الصغر؟
الطفل الذي يقرأ منذ سنواته الأولى يتمتع بقدرات أعلى على الاستيعاب والتحليل والخيال. الدراسات الحديثة تشير إلى أن القراءة اليومية للأطفال تساعد على:


•    توسيع الحصيلة اللغوية: فالطفل يتعرّف على كلمات جديدة وأساليب تعبير متنوعة.
•    تنمية حب المعرفة: إذ يكتسب الفضول والرغبة في اكتشاف العالم من حوله.
•    تعزيز مهارات التواصل: حيث يتعلم التعبير عن نفسه بوضوح أكبر.
•    تقوية الروابط الأسرية: عندما يقرأ الأهل مع أطفالهم، يشعر الطفل بالدفء والاهتمام.

لذلك، فإن تشجيع الأطفال على القراءة في البيت ليس مجرد هواية، بل استثمار في مستقبلهم الأكاديمي والمهني والشخصي.

خطوات عملية لتشجيع الطفل على القراءة


1.    القدوة أولًا

الأطفال بطبعهم يقلدون الكبار. فإذا رأى الطفل والديه يقرؤون باستمرار، فسوف يعتبر القراءة جزءًا طبيعيًا من الحياة. لذا من المهم أن يرى الأب والأم يحملان كتابًا أو مجلة من حين لآخر، حتى من دون توجيه مباشر.


2.    تهيئة ركن مخصص للقراءة
من أساسيات تهيئة المنزل لبيئة تعليمية أن يكون هناك مكان مخصص ومريح للقراءة:


•    ضع رفوفًا صغيرة في غرفة الطفل أو في غرفة المعيشة.
•    اجعل الكتب في متناول يديه بحيث يستطيع أخذها بنفسه.
•    أضف مقعدًا مريحًا أو وسادة أرضية مع إضاءة جيدة.
وجود هذا الركن يُشعر الطفل بأن القراءة نشاط يومي له مكان خاص مثلما للتلفاز أو الألعاب مكان.


3.    اختيار الكتب المناسبة للعمر


•    حتى ينجح الأهل في تشجيع الطفل على القراءة، يجب اختيار كتب تناسب مستواه العمري واهتماماته.
•    للأطفال الصغار: الكتب المصورة والقصص القصيرة.
•    لمرحلة المدرسة: الحكايات الخيالية، القصص العلمية المبسطة.
•    للمراهقين: الروايات، السير الذاتية، كتب تنمية الذات.
•    تنويع المحتوى يساعد في تنمية حب القراءة ويمنع الشعور بالملل.


4.    تخصيص وقت يومي للقراءة

من أفضل الطرق لـ تشجيع الأطفال القراءة في البيت أن يكون هناك وقت محدد يوميًا للقراءة، ولو 20 دقيقة فقط قبل النوم. مع الوقت يصبح هذا الوقت عادة محببة.


5.    القراءة التفاعلية

اقرأ مع طفلك بصوت مسموع، واطلب منه إكمال بعض الجمل أو توقع ما سيحدث لاحقًا. يمكنك أيضًا تمثيل الشخصيات بأصوات مختلفة. هذا الأسلوب يحوّل القراءة إلى لعبة ممتعة، ويحفّز الطفل على الاستمرار.


6.    استخدام الوسائط المتنوعة

الكتب الورقية أساسية، لكن لا مانع من الاستعانة بوسائط أخرى مثل الكتب الصوتية أو التطبيقات التعليمية. هذه الأدوات قد تكون وسيلة إضافية لـ تشجيع الطفل على القراءة خصوصًا إذا كان يميل للتكنولوجيا.


7.    ربط القراءة بالأنشطة اليومية
يمكن للأهل أن يجعلوا القراءة جزءًا من الحياة اليومية:


•    قراءة وصفة طبخ مع الطفل أثناء المطبخ.
•    مطالعة دليل لعبة جديدة.
•    قراءة لافتات في الشارع أو قائمة طعام.
•    بهذا يدرك الطفل أن القراءة ليست مقصورة على الكتب فقط، بل مهارة أساسية للحياة.

كيف نخلق بيئة منزلية تحبب الأطفال بالكتب؟


•    تقديم الكتب كهدايا: بدلًا من اقتصار الهدايا على الألعاب، يمكن أن تكون بعض الهدايا كتبًا مشوقة أو قصصًا ملونة. هذا يُشعر الطفل أن الكتاب شيء ثمين يستحق التقدير.
•    تنظيم مسابقات عائلية: يمكن للعائلة تنظيم مسابقات قراءة صغيرة، مثل: "من يقرأ قصة قصيرة ويحكيها للآخرين؟" هذا النشاط يعزز التفاعل الأسري وتنمية حب القراءة.
•    زيارة المكتبات والمعارض: أخذ الأطفال في جولة إلى مكتبة عامة أو معرض كتاب يمنحهم شعورًا بالانبهار بكمية الكتب المتنوعة، ويحفزهم على اختيار ما يحبون.
•    الاحتفاء بإنجازات القراءة: إذا أنهى الطفل كتابًا، يمكن مكافأته بطريقة بسيطة: شهادة تقدير، أو نزهة، أو حتى كلمات تشجيع. هذه المكافآت تزرع داخله الدافع للاستمرار.

دور التكنولوجيا في تشجيع القراءة

رغم المخاوف من أن الأجهزة الإلكترونية تسرق وقت القراءة، إلا أنها يمكن أن تكون أداة مفيدة إذا استُخدمت بشكل صحيح. هناك تطبيقات تقدم قصصًا تفاعلية للأطفال، وأخرى تحتوي على مكتبات رقمية ضخمة. المهم هو أن يكون استخدامها تحت إشراف الأهل وبمعدل معقول.

الخاتمة

إن تهيئة المنزل لبيئة تعليمية تشجع الأطفال على القراءة ليست مهمة صعبة، لكنها تحتاج إلى وعي وصبر من الوالدين. فالطفل الذي ينشأ في بيت يُقدّر الكتاب ويتعامل مع القراءة كعادة يومية، سيحمل معه هذا الحب مدى الحياة.

باختصار، القراءة للأطفال تفتح عقولهم، وتشجيع الأطفال القراءة في البيت يعزز ارتباطهم بالعلم والمعرفة، بينما يؤدي تشجيع الطفل على القراءة منذ الصغر إلى بناء جيل أكثر وعيًا وثقافة. وعندما ننجح في تنمية حب القراءة، نكون قد وضعنا حجر الأساس لمستقبل أفضل لهم وللمجتمع بأسره.

مواضيع قد تعجبك