خبرني - لم تعد مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) مجرد وسيلة للتسلية أو لتمضية الوقت، بل بدأت الدراسات تكشف جانبًا مظلمًا لهذا النوع من المحتوى، قد يمتد أثره إلى آلية عمل الدماغ نفسه.
ففي دراسة حديثة في مجال علم الأعصاب، حذّر الباحثون من أن التمرير المستمر على "الريلز" والمقاطع السريعة يفرض على الدماغ نمطًا جديدًا من التحفيز، يقوم على الإطلاق المتكرر والسريع لمادة الدوبامين المسؤولة عن شعور المتعة والمكافأة. المشكلة لا تكمن في المتعة بحد ذاتها، بل في آثارها الممتدة على المدى البعيد.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن التعرض المفرط لهذا النوع من التحفيز الفوري يُعيد برمجة نظام المكافأة في الدماغ، بحيث تصبح الأنشطة التي تتطلب تركيزًا وهدوءًا ـ مثل القراءة، الدراسة، أو إنجاز المهام المعقدة ـ أقل جاذبية وأصعب على الاستمرارية.
ولم تتوقف النتائج عند حدود التشتت وفقدان الانتباه، بل أشارت إلى تداعيات أعمق، منها ضعف القدرة على التركيز، تراجع التحصيل المعرفي، صعوبة الالتزام بالمهام طويلة الأمد، إضافة إلى تأثير محتمل على مهارات التفكير النقدي والتخطيط، وحتى على جودة التفاعل الاجتماعي في الواقع.
وفي مواجهة هذه المخاطر، شدّد الباحثون على ضرورة ضبط استهلاك هذا النوع من المحتوى، عبر وضع حدود يومية واضحة، وأخذ فترات راحة ذهنية منتظمة، إلى جانب تعزيز الأنشطة التي تتطلب تركيزًا عميقًا، حفاظًا على توازن الدماغ وقدرته الطبيعية على الانتباه.




