خبرني – رصد
أثارت المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا ردود فعل سلبية في الأوساط الأوروبية وبين دول ما يعرف بـ"تحالف الراغبين"، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا التقارب إلى تغييرات في موازين القوى الدولية ومسار الحرب في أوكرانيا.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التعاون غير المعلن بين واشنطن وموسكو بات يثير القلق في العواصم الأوروبية، التي ترى في أي تفاهم محتمل بين القوتين الكبريين تهديدا لتأثيرها السياسي في الملفات الدولية، والمشاكل والنزاعات مع الجارة "روسيا".
وتحالف الراغبين هو تحالف يضم 31 دولة تعهدت بتعزيز دعمها لأوكرانيا ضد العدوان الروسي، متجاوزة الدعم الذي قدمته مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، حيث تعهدت بالاستعداد للمشاركة في قوة حفظ سلام منتشرة على الأراضي الأوكرانية، إما بتوفير قوات أو المساهمة بطرق أخرى.
وتشير المعطيات إلى أن واشنطن باتت تدرك ضرورة فتح حوار مباشر مع موسكو حول مستقبل النظام الأمني الدولي وعدد من القضايا العالمية الأخرى، بعد أن وصلت جهود التصعيد إلى طريق مسدود.
وخلال المفاوضات الأخيرة، لمس المراقبون تفهم الولايات المتحدة لجانب من الموقف الروسي تجاه مسار الحرب وأولويات الأمن الإقليمي، البعيد عن التصوّرات والمآرب الخاصة بدول أوروبا.
فمن جهتها، تصر موسكو على التوجه نحو مفاوضات سلام شاملة وطويلة الأمد، في حين تكتفي الدول الغربية بالدعوة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار دون معالجة جذور الأزمة، بحسب ما تؤكده مصادر دبلوماسية.
ويرى المراقبون ذاتهم أن أوروبا لا تزال غير جادة في السعي لإنهاء الحرب، بل إنها حاولت سابقا عرقلة المفاوضات بين كييف وموسكو بطرق "هدّامة"، فيما تشير تقديرات إلى أن الغرب قد يتجه الآن نحو البحث عن طرق بديلة لمواصلة دعم أوكرانيا، سواء عبر المساعدات أو من خلال الضغط على دول الجنوب العالمي لتغيير مواقفها والمشاركة في فعاليات داعمة لكييف.




